أيام قرطاج المسرحية و السينمائية خارج العاصمة ، مسرحيون وسينيمائيون يعلّقون على قرار وزير الثقافة

أعلن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين أمس الأربعاء (في تصريح اذاعي) عن اتخاذ عدة إجراءات تتعلق بمهرجانات أيام قرطاج السينمائية والمسرحية والموسيقية، حيث من المنتظر أن تنتظم هذه التظاهرات بالتناوب بين العاصمة وإحدى جهات الجمهورية سنة  بسنة وبالتالي تقام هذه المهرجانات مرة كل سنتين في العاصمة كما كان عليه الحال سابقا.

"آخر خبر أونلاين" اتصل اليوم الخميس 1 ديسمبر، بالمسرحي لطفي التريكي للتعليق عن هذه المبادرة ،حيث اعتبرها فكرة جيّدة للخروج من ديناميكية "المركزية" (تونس العاصمة) وفتح مجال للجهات ولضيوف المهرجانات  للاطلاع عن المناطق الثقافية بموروثها .

في السياق ذاته ،قال المخرج المسرحي محسن الأدب ،إنّ الاجراءات الجديدة" فكرة طيبة" لكن الاشكال في مدى امكانية تطبيقه في الجهات، باعتبار أن بعض الجهات الداخلية تفتقد لفضاءات تستوعب الحضور الجماهيري لأيام قرطاج المسرحية، الموسيقية أو السينمائية.

وأضاف الأدب إنّ للمسرح مثلا متطلبات معينة على غرار الموسيقى والسينما (طاقة استيعاب الجمهور، ارتفاع منصة المسرح، تهيئة الفضاء ..) مشيرا إلى ان عدّة فضاءات بالجهات تشكو من فضاءات قادرة على استيعاب عمل مسرحي (بنية المسرح وتهيئته).

وأشار محدّثنا إلى ان مثل هذه الإجراءات تفرض على وزارة الثقافة اصلاح الفضاءات داخل الجهات وخلق فضاءات جديدة بنوعية وبدرجة جيّدة، ما سيساهم في ادخال حركية أكثر في بقية الجهات لكن ببرنامج واضح .

مخرج مسرحي وصاحب مؤسسة للإنتاج الثقافي بصفاقس رياض الحاج طيب ، كشف أنّ تجارب سابقة من هذا القبيل لم تنجح ،كما ان  بعض المهرجانات المسرحية الموجهة في بعض الجهات لم تدم  وألغيت بمرور الوقت وذلك لاعتبارات عدّة منها قلّة استعداد الجهات على مستوى الإقامة أو استعداد الفضاءات الثقافية والمسرحية.

واعتبر محدّثنا أن امكانية بعض الولايات تكاد تكون غائبة على مستولى تركيبة الفضاءات الثقافية القادرة على استيعاب عروض مسرحية خاضعة لمواصفات معيّنة (على غرار الإضاءة، عرض ركح المسرح، طاقة استيعابه..)، في المقابل يرى أن بعض المسارح لا تفي بالغرض فمثلا المسرح البلدي بصفاقس مغلق، مسرح سوسة طاقة استيعابه ليست بالضخمة مثل الفضاءات العامة، قفصة هي الأخرى بها فضاء وحيد وولاية تطاوين تقريبا نفس الشيء، معتبرا أن الفضاء الوحيد الناجح هو فضاء قربة لأنه موجه للهواة، على حدّ تعبيره.

وأشار الحاج طيب ان فضاءات الجهات غير قادرة على استيعاب مثل هذه المهرجانات التي بحجم أيام قرطاج، مرجحا أن تكون الاصلاحات بفرضية ابقاء "اللامركزية" لأيام قرطاج شريطة تعيين هيئة مهرجان تمتلك مقترحا وتصورا وتطرح مشروعا واضحا منفتحا على الجهات الداخلية لترسل عروضا لتلك الجهات تتماشى وفضاءاتها ،موازاة مع الاشكالات اليوم التي تعترض وزارة الثقافة سواء الوقت أو عدم الجاهزية لبناء فضاءات ثقافية جديدة في الجهات على الاقل في الوقت الراهن.