وفرة في الغلال وصعوبات في الترويج، نقابة الفلاحين تطالب بتركيز أسواق "من المنتج إلى المستهلك" في جميع المناطق

قال رئيس النقابة التونسية للفلاحين، فوزي الزياني في تصريح لـ"آخر خبر أونلاين" اليوم، الاثنين 12 أكتوبر 2020، إنه تمّ تسجيل وفرة في الانتاج بالنسبة إلى بعض الغلال على غرار التفاح والرمان والتمور والبرتقال، إضافة إلى زيت الزيتون، مشيرا إلى أن صابة التمور تقدر هذه السنة بـ340 ألف طن بإرتفاع يقدر بأكثر من 20 ألف طن مقارنة بالعام الماضي

 

وإعتبر الزياني أن صابة التمور لهذا العام تعتبر قياسية، مؤكدا وجود بعض الصعوبات في تسويق هذا منتوج بإعتبار أن عديد البلدان تعمل على تصديره فضلا لضعف القدرة الشرائية للمواطن التونسي بالرغم من أهميّة السوق المحلية التي لم يتم العمل عليها وتهيئة الأرضية المناسبة. 

 

وأكد أن السوق المحلية مهمة جدا لترويج المنتوجات الوطنية من غلال سواء بالنسبة إلى زيت الزيتون أو التمور أو الرمان أو البرتقال أو التفاح، مشيرا إلى أنه لم يتم الاستعداد لترويج هذه المنتوجات رغم "الصابة القياسية" على المستوى الداخلي

 

ولاحظ أن هناك إشكالا في كيفية الترويج على المستوى الداخلي بسبب ما يسمى بـ"مسالك التوزيع في تونس" التي مثلت بعد الثورة عائقا أمام الاستهلاك الوطني (كلغ الدقلة يباع من عند الفلاح بـ3 دنانير ويروّج في الأسواق خاصة في السنوات الفارطة بـ8 و9 دنانير)، مبرزا أنه  لابدّ من إنشاء أسواق من المنتج الى المستهلك لكسر هذا الحاجز ولكن ليس بالشكل التقليدي المعروف 

 

وأضاف "المطلوب اليوم السماح بتركيز أسواق أمام كل منطقة بلدية (البطحاء البلدية) للفلاحين لترويج منتوجاتهم مباشرة للمستهلك بإعطائهم التراخيص أوّلا وبذلك تصبح العملية وطنية ويتنقل فيها المنتجون لبيع منتوجهم وهي فكرة يمكن تطبيقها على منتوجات الغلال المذكورة إضافة إلى زيت الزيتون"

 

وأشار إلى أنه في حال تمّ تطبيق هذا المقترح بعرض الـ5 منتوجات المذكورة سيصبح هناك خلية تباع فيها الغلال من المنتج إلى المستهلك مباشرة ودون وساطة وبذلك يصبح سعر المنتوج في متناول المستهلك التونسي، مما يساهم في تزايد حجم الاستهلاك الوطني لأضعاف خاصة وأن هذه المنتوجات لا تستهلك فقد عند إنتاجها وإنما أيضا يمكن إستهلاكها في أوقات أخرى عبر تحويلها الى مواد غذائية على غرار "المعجون" وغيره

 

وشدّد على أن العمل بهذه الطريقة يساعد في المحافظة على ديمومة الانتاج وإنشاء سوق مستقرة دائمة وبالتالي خلق  ديناميكية كبيرة ستؤثّر على مستوى الترويج لصورة تونس في الخارج عبر المحافظة على ديمومة الانتاج ومنتجيها وتقريب المنتج من المستهلك والذي سينعكس ايجابا على مستوى التسويق للسياحة 

 

وقال رئيس النقابة إنه "يمكن أن لا تكون جائحة "كورونا" عائقا إذ يمكننا تسويق منتوجاتنا في الدول الأجنبية خاصة وأن المنتوجات الفلاحيّة التونسيّة معروفة بجودتها".

 

وأشار الى عدم وجود سياسة ترويجية تسويقية ناجعة وناجحة إلى حدّ هذه اللحظة قائلا :"لم يخطر على بال المعنيين بالأمر توحيد كل الهياكل الترويجية في كل الوزارات وفي الديوان الوطني للزيت وكافة الاطراف المتداخلة للعمل معا لضمان عمليّة تسويق أنجع فنجن قادرون على التسويق وتلميع صورة تونس والترويج لمنتوجاتها التي تكاد تكون طبيعية بيولوجية خاصة وأن تونس الاولى في انتاج وتصدير زيت الزيتون البيولوجي" 

 

وأكد عدم وجود سياسة واضحة وعدم رسم سياسة ترويجية وتسويقية ناجعة للدخول بها الى السوق الاجنبية على غرار السوق الافريقية الواعدة جدا وبعض البلدان التي لها قدرة شرائية مرتفعة، مشددا على ضرورة بعث وكالة وطنية للترويج والتسويق للمنتوجات الفلاحية عامة وللتسويق للسياحة التونسية باعتبار ان الترويج للمنتوجات الفلاحية هو ترويج في نفس الوقت للسياحة 

 

وأضاف أنه بهذه الطريقة يمكن السماح للتونسي باستهلاك منتوج بلاده في تناغم تام مع الحملة التي أطلقت السنة الماضية "استهلك تونسي" عبر إتباع سياسة واضحة وعبر تقريب المنتج الى المستهلك، مشدّدا على نجاح التجربة في بلدان أخرى .