عبد الحميد الجلاصي: إذا صادق البرلمان على "حكومة الخوف" ستكون مجدّدًا حكومة تأجيل أزمة أو ربّما حكومة نهاية دورة

عبّر القيادي السابق في حركة النهضة، عبد الحميد الجلاصي عن خشيته من  أن تكون حكومة المشيشي حكومة الرئيس، فيتحوّل مركز السلطة إلى قرطاج (الرئاسة ) بدل القصبة (الحكومة ) وباردو (البرلمان ).

 

وأشار الجلاصي في تدوينة له على صفحته الرسمية، إلى انّ هذا السيناريو سيقود البلاد أمام إنحراف دستوري جسيم يكون فيه المشيشي وزيرا أوّل وليس رئيس حكومة، وفق تعبيره.

 

وإعتبر أن أفضل الحكومات الممكنة راهنا هي حكومة التمثيلية الواسعة حول برنامج، مشيرا إلى أنّ ذلك لن يحصل إلاّ بحوار حقيقي مع الأحزاب وعمل سياسي في العمق.

 

ورجّح أن الأحزاب ستتفاعل إيجابا مع كل خطوة تقطع في هذا الإتجاه، مشيرا إلى أن الأحزاب يمكن أن تقبل حتى بتمثيلية رمزية فيها .

 

ولوّح بأنّ الفرضية الأقرب توجّه المكلّف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي إلى خيار حكومة دون أحزاب " ليستمر العبث بالعمل السياسي والعمل الحزبي حيث تخوض الأحزاب الحملات الانتخابية وتأطير الجماهير لتساند في الأخير حكومة لا تمثلها مع إستمرار تحملها لمسؤولية نتائجها"، وفق قوله.

 

وقال الجلاصي "في السياقات الحالية يمكن للبرلمان أن يصادق على حكومة خالية من الأحزاب، الحكومة تمر إقتناعا بالوصفة أو خوفا من إنتخابات سابقة لأوانها. وبالطبع فان "حكومة الخوف" ستكون دون أب ودون سند قار ولن تستطيع مواجهة التحديات المطروحة على البلاد ولا غضبة الخريف القادمة"، حسب تعبيره .

 

وشدّد على أن هذه الحكومة "ستكون مجددا حكومة تأجيل أزمة أو ربما حكومة نهاية دورة ".

 

وأضاف "الأسوأ أن تكون حكومة غير حزبية ولكنها ذات لون فكري وسياسي، إذ أن الانتماء لا يحتاج بطاقة إنخراط في حزب ما، مع تكليف بعض وزاراتها بتصيد ملفات المعارضين لها. وقد إنطلقت سياسة إستعمال أجهزة الدولة للتضييق على الخصوم والمنافسين وإثارة الملفات بطريقة إنتقائية منذ أربع سنوات ويخشى المتابعون إستمرار نفس المنهج" .