صلاح الدين الجورشي : مشاورات المشيشي الموسّعة ليقينه بأنه ليس المهدي المنتظر ليغيّر الأوضاع بعصا سحريّة

قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، صلاح الدين الجورشي في تصريح لـ"آخر خبر أونلاين" اليوم، الجمعة 7 أوت 2020، إنّ المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي لتشكيل الحكومة موسّعة جدا مقارنة برؤساء الحكومات السابقين، مشيرا إلى أنه لكل شخص مكلّف بتشكيل حكومته طريقته الخاصة في الإستعداد لتأثيث وتشكيل الحكومة

 

ورأى الجورشي أن المشيشي أراد أن يستفيد ويستمع لأكثر ما يمكن من الأطراف التي تلعب دورا أساسيا الآن أو التي تحملت المسؤولية سابقا لهدفين أساسيين، يتمثل أوّلهما في شعور المشيشي بالمسؤولية خاصة وأنه يدرك أن تونس تمر بفترة صعبة جدا وأنه ليس المهدي المنتظر ليغيّر الأوضاع بعصا سحرية، ملاحظا أن المشيشي "أكد ذلك عندما صرح أن مهمته ليست تغيير الأوضاع بشكل جذري وإنما إيقاف التدهور المتسارع الذي تعيشه البلاد خلال السنوات الأخيرة.

 

وقال الجورشي أن الهدف الثاني من المشاورات الموسّعة  "المشيشي ليست له خبرة سابقة في مجال إدارة شؤون الدولة وبالتالي أراد أن يستفيد من دروس الآخرين ومن إقتراحاتهم وملاحظاتهم"، معتبرا أن ما يقوم به رئيس الحكومة المكلّف من توسيع لدائرة المشاورات يعكس رغبته في أن لا يضيّع هذه الفرصة وحتى يضع سياسة تكون أقرب للواقع وتمسّ المشاكل الكبرى والأساسية في هذه المرحلة".

 

وأشار إلى أنه بداية من الأسبوع القادم سيكشف المشيشي عن خياراته على مستوى السياسات، وكذلك على مستوى الأفراد والمسؤولين الذين سيؤثث بهم حكومته.

 

ودعا الجورشي المشيشي إلى الإبتعاد عن تشكيل حكومة موسّعة تقوم على المحاصصة الحزبية بإعتبار أن ذلك سيدخله في حالة من الصراعات والتجاذبات التي أصبحت الأحزاب السياسية مغرمة بها، ملاحظا أن الصراعات ستنعكس بالضرورة على أيّ حكومة تكون مناهضة لها أو تحاول أن تستوعبها في داخل التركيبة الحكومية .

 

وشدّد على ضرورة أن لا يدخل رئيس الحكومة المكلّف في نزاعات وصراعات مع الأحزاب بإعتبار أن مهمته في هذه المرحلة ليست إدارة معركة مع الأحزاب ككل أو مع جزء ضد الجزء الآخر، مما يعني أنه على المشيشي البحث عن صيغة وسط لا تجعله يغرق في حكومة حزبية قائمة على المحاصصة الواسعة ولا يقحم نفسه وحكومته في معركة ستستنزف الكثير من الطاقات وعادة ما يكون فيها رئيس الحكومة الخاسر.

 

كما أكد أن ذلك يقوم على ذكاء وفطنة المشيشي خاصة وأنه شخصية مستقلة وله رغبة حقيقية في أن يقدّم خدمة لتونس في الوقت الراهن، داعيا المشيشي إلى تكوين حكومة مصغرة أو ضيقة غير متحزبة.

 

كما دعا الجورشي رئيس الحكومة المكلف إلى محاورة الأحزاب التي تدعو إلى تكوين حكومة متحزّبة بشكل صريح وأن يطرح أمامها الظروف الصعبة  والوضع الاستثنائي التي تمر بها البلاد.

 

وإشار إلى أن المشيشي يجب أن يحسن إختيار الأشخاص داخل حكومته وخاصة الذين ليست لهم عداوة مع الأحزاب الموجودة وفي نفس الوقت يتمتّعون بالكفاءة والقدرة على تقديم إقتراحات وتنفيذها و"بالتالي تقع المراهنة على هذه الأحزاب بدقة الظرف خاصة وأن تونس لم تعد قادرة على تحمل حكومات فاشلة تتغيّر بإستمرار مما سيؤدي بالبلاد إلى كارثة سياسية".

 

وختم بالقول "أدعو الأحزاب الكبيرة والصغيرة إلى النظر حولهم وإلقاء نظرة على العالم العربي وإلى أين تسير الأوضاع في هذه البلدان، علينا أن نكون في مستوى اللحظة التاريخية الحرجة جدا التي تمر بها تونس".