الجنوب التونسي يستقطب كبار مشغلي القطاع السياحي الفرنسي

تمثل المناطق الجنوبية منفذا مهما لقطاع السياحة سيما خلال موسم الشتاء في البلاد الذي يعرف نوعا اخر من الزائرين الذين يتميزون بقدرة عالية نسبيا على الإنفاق وهذا ما دفع إلى العمل على تطوير عدة جهات بالجنوب ومنتوجها منذ مدة، لجعلها وجهة قادرة على استقطاب سياح أفضل إنفاقا وإن كان عددهم أقل. وتحرص سلط الاشراف على التأكيد على أهمية تجويد المنتوج بهذه المناطق لمواءمته مع التوجه العام للإدارة بجعلها متميزة بمنتوجها وخدماتها الراقية فضلا عن تنظيم العديد من الفعاليات السياحية والثقافية والرياضية طوال الموسم.

 

و في هذا الاطار، اكد اليوم الجمعة 31 جانفي 2019 الديوان الوطني للسياحة انه و بدعوة منه تقوم مجموعة من وكالات الاسفار والصحف والمجلات الفرنسية المختصة في المجال السياحي بزيارة الى ولايات الجنوب قفصة وتوزر و قبلي وتطاوين وقابس ومدنين للتعرف على الخصوصيات وثراء المنتوج السياحي والمخزون التراثي المميز لهذه الجهات. و تتواصل الزيارة لمدة 3 ايام وتتضمن برنامج متنوعا يهدف الى استقطاب المزيد من السياح الفرنسيين نحو الوجهة السياحية التونسية.

 

و قد استضاف مؤخرا ديوان السياحة في إطار التعريف بالوجهة الجنوبية مجموعة من الصحفيين الأجانب المتخصصين في الكتاية الصحفية السياحية للترويج لها و تعزيز تموقعها كوجهة سياحية مختلفة جنوب المتوسط عبر وضع برنامج يهدف للترويج للوجهة في أهم الأسواق شمال المتوسط خاصة التقليدية، مع استعادة الخطوط التونسية لرحلاتها مع عدد من الوجهات الأوروبية على غرار نيس وميلانو ومدريد وينتظر أن تعرف السياحة الصحراوية بحسب العارفين هذا الموسم قفزة مهمة هي بمثابة الخطوة الأولى في استعادة السياحة الصحراوية لتوهجها المعتاد.

 

و اكدت وزارة السياحة بداية الشهر الجاري ان مختلف الوحدات السياحية بالجنوب سيما بمنطقتي قبلي و توزر تشهدت هذه الفترة حضورا مكثفا للوفود السياحية الاجنبية خاصة من ايطاليا والمانيا، وقد توجهت الوفود اساسا للمخيمات بالمناطق المتقدمة داخل الفضاء الصحراوي.

 

واشارت الوزارة الى ان الاقبال الكبير على الجهة، هو ثمرة المجهود الترويجي الذي امنه الديوان الوطني للسياحة لهذه الربوع الصحراوية، الى جانب انعكاس رفع الحظر الذي كان مفروضا من عدة دول اوروبية على الفضاء الصحراوي بالجنوب التونسي، وهو ما ساهم في تضاعف عدد الوافدين على هذه الربوع والانتعاشة المسجلة في القطاع خلال هذه السنة والتي من المؤمل ان تزداد خلال سنة 2020 مع البرمجة الترويجية للوجهة السياحية الصحراوية والعمل المبذول من قبل المسؤولين الجهويين والمهنيين على تحسين نوعية المنتوج فضلا عن كون هذه السنة ستشهد فتح بعض المؤسسات السياحية الجديدة التي هي حاليا بصدد الانجاز، على غرار النزل التونسي السنغافوري "ريزيدونس" من فئة 5 نجوم وعدد من المخيمات بالصحراء.

 

يذكر ان عدد الوافدين على الجهة، حقق خلال سنة 2019 ارتفاعا بنسبة 15.8% مقارنة بسنة 2018، ليمر من 165965 الى 192224 وافدا، وهو ما انعكس على عدد الليالي المقضاة بمختلف الوحدات السياحية التي سجلت نسبة ارتفاع ب 17.4%، لتمر من َ183762 سنة 2018 الى 215684 ليلة في سنة 2019، علما ان نسبة الايواء بمختلف الوحدات الفندقية والمخيمات تراوحت بين 75 و100%.

 

اما من حيث جنسيات السياح الذين توافدوا على الجهة خلال السنة المنقضية، فقد حافظت السياحة الداخلية على مرتبة الريادة من حيث الوافدين باكثر من 60 الف سائح قضوا فوق 76 الف ليلة بالجهة على امتداد السنة، تليها السوق الروسية باكثر من 39 الف سائح قضوا قرابة 40 الف ليلة، مع تسجيل عودة هامة لبعض الاسواق التقليدية على غرار السوق الفرنسية باكثر من 24 الف سائح قضوا اكثر من 26 الف ليلة بالجهة، والسوق البريطانية باكثر من 5 الاف سائح قضوا ما يفوق 5 الاف ليلة، والسوق الاسبانية باكثر من 8 الاف سائح قضوا قرابة 9 الاف ليلة.