نور الدين الطبوبي: المشهد السياسي المُتَعَفّن أغرق التونسيّين في قضايا هامشيّة وحشرهم في التجاذبات والتسابق المحموم على الكراسي

قال الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي اليوم، الثلاثاء 14 جانفي 2020، بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة للثورة التي إنطلقت شرارتها من ولاية سيدي بوزيد "إننا نُحيي اليوم مع عموم التونسيين الذكرى التاسعة للثورة المجيدة، ولحظة الانتصار ما تزالُ معلّقة بين الأمل ومشاعر الإحباط والحِيرة والخوف".

 

وأكد الطبوبي أن قول ذلك، "ليس من باب التهويل أو البحث عن بثّ الهلع في النفوس"، معتبرا أنها "الحقيقة .. التي تؤكّدها كلّ المؤشرات وينطق بها الواقع الذي أرداه فشل الحكومات المتعاقبة إلى أسفل السافلين".

 

وأشار الى أن المشهد السياسي متردٍّ مُتَعَفِّنٍ أَغْرقَ التونسيين في قضايا هامشيّة وَحَشَرَهُمْ في تجاذُبات الهويّة المُفْلِسَة وفي دوّامة الصراع والتسابق المحموم على الكراسي سواء باسم " التوريث الديمقراطي" أو بعنوان " التدافع والتمكين"..، مشددا على أنه مشهدٌ أَمْعَنَ في تقسيم التونسيين بسبب غياب الرؤية الجامعة، والمشروع المجتمعي المؤلّف، والعقد الاجتماعي القادر على إعادة الثّقة ونَخَوَةِ الانتماء والولاء للوطن...".

 

وأكد أن الدولة الضعيفة والمُستضعفة لا هيبَة لها، مشيرا الى أنها عاجِزة عن فرض سلطان القانون والتوقّي من الفساد.. اضافة الى أنها دولة تدعم المنتوج الأجنبي وتَقْضِي على المنتوج المحلّي...

 

ولفت الى أن الأحزاب السياسية السائدة في البلاد منذ 2011 إلى اليوم تفتقر أغلبها إلى برامج وَرُؤى اقتصادية واجتماعية واضحة، يقودُها منطق الغنيمة والغَلَبَة والتحالفات اللاّمبدئيّة إلى حدٍّ أَقْعَدَها عن محاسبة الضالعين منها في ارتكاب شتّى أنواع التجاوزات والانتهاكات والجرائم، وأدّى إلى إغراق الإدارة بمنظوريها تحت عنوان التدافع والتمكين أو بعنوان المحسوبية والزَّبُونِية..

 

كما أشار إلى المشهد البرلماني المشتت والذي "سادته علاقات النّفاقِ والانتهازية، ونهج السياحة الحزبية وتقلّب المواقف .. جعل من الحسابات السياسيوية والحصول على المواقع والمنافع هدفًا لبعض مكوّناته المتنفذة، حتّى تعطّلت مصالح البلاد واُرتهنت استحقاقات الثورة اضافة الى الوضع الاقتصادي والمالي، الذي يَصِفُهُ أهل الاختصاص بمختلف مشاربهم بالكارثيّ، مما اثر على مردوديّة الاقتصاد الوطني، الذي يعاني في الأصل من الهشاشة والتبعية، وانعكس سلبا على الوضع الاجتماعي وعلى المقدرة الشرائية للشغالين وعلى مستوى عيشهم وعلى أجورهم .. كما أعْجَزَ المؤسسة التونسية على الاستثمار والانتاج والتشغيل وتسبّب في النزول بتونس إلى أسفل مراتب الترقيم الدولي المتداولة.

 

وقال الطبوبي إن المضاربين والفاسدين ولوبيات وعائلات معدودة متنفِّذة يُمْعِنُونَ في ضرب الصناعات الوطنية وتدمير القدرة الشرائية للمواطن، وتعميق اختلال الميزان التجاري دون رقابة أو مساءلة أو محاسبة ودون مراعاة مصلحة البلاد العليا..

 

وأضاف قائلا "وضع أمني هشّ ترتعُ فيه عصابات الإجرام وتصولُ فيه المافيات وتتربّصُ به فلول الإرهاب في كلّ حين".