فلسطينيّة تروي قصصًا مؤلمةً عن "النكبة الفلسطينيّة" التي توافق ذكراها الـ 68 اليوم الأحد

وكالات- التقى مراسل وكالة فلسطين اليوم "الحاجة أم عبد الله الزق"(85 عاما) ، ليستمع منها قصصًا واقعيّةً حقيقيّة حدثت أثناء الاحتلال الصهيوني عام 1948 لفلسطين، والذي استخدم خلالها جميع أنواع الأسلحة والأساليب المحرمة دولياً بهدف تهجير العائلات الفلسطينية من أراضيها، قصص وصور توضح المأساة التي عاشها الشعب الفلسطيني عام 1948. .

ونقلت الحاجة أم عبد الله الزق ، عن فلسطینیة فقدت أسرتها والتقتها بعد 15 عاماً من التشرد، تقول، "سمعَت أصوات الإنفجارات تهزّ المکان، ترجّلت مسرعةً نحو منزلها لتجد زوجها وأبناءها یسبحون فی برکة من الدماء، وصوت أطفالها الرضع یعلو وهم یصرخون مستنجدین، احتضنتهم بلهف وغادرت قبل أن تصاب بقنبلة أو رصاصة متجهة إلى منزل أهلها لتجد الصورة ذاتها، والديها وأشقّاءها مضرجون بدمائهم".

لم تجد المرأة المکلومة أمامها سوى حمار علیه "خُرج" لتضع فیه طفلیها الرضیعین، وتسیر مشیاً على الأقدام، اقتادها الظلام الحالک وعثرات الطریق المرعبة وأصوات الإنفجارات والنار إلى منطقة تسمى الیوم (الکوربة) شرق الشجاعیة، وفی ثانیة تسلل النعاس إلى عینیها من شدة التعب والإرهاق فاستفاقت بعد تعرضها لأشعة الشمس الحارقة لتصعق بضیاع الحمار والأطفال.

وبعد 15 عاماً من السعی هنا وهناک توصلت المرأة إلى أطفالها لتجدهم فی مدرسة یهودیة للأیتام، لیتبین أن الطفلین وهما (فتاة وشاب) قد تزوجا أحدهما فی غزة والأخر فی أبو ظبی.

وأضافت الحاجة أم عبد الله الزق، "بیتی عبارة عن 6 غرف طینیة أعیش بها أنا وزوجی وعائلتی، أثناء النکبة قُمت بتفریغ 4 غرف لاستقبال المهجرین، کان قلبی یبکی دماً على أوضاعهم وقصصهم التی تقشعر لها الأبدان، حیث استقبلتُ عائلات من یافا و( قطرة ویبنا تقعان قرب الرملة ) والمجدل والکوفخة" القول للحاجة أم عبد الله.

واستطردت الحاجة أم عبدالله التی کانت تبلغ من العمر 19 عاماً أثناء النکبة: مکثت العائلات المهجرة لمدة کبیرة فی بیوتنا ولم ننزعج أبداً وکنا نحترمهم بشکل کبیر ونقدم لهم العون والمساعدة بکل ما یطلبونه، هم تاج فوق رؤوسنا ضحوا بأبنائهم وکل ما یملکون من أجل الوطن".

وفی إحدى القصص التی روتها الحاجة، شاب من عائلة "الغول" وصل إلى بیتها وقد أصیب بشظایا الصواریخ ،أمعاؤه تخرج من جسده لکنه بحمد الله تم إنقاذه من الموت، وبعد تتبع مسیرة حیاته أکدت الزق أنه تزوج وأنجب الأطفال.

ومن القصص الشنیعة التی روتها الحاجة أن عصابات الاحتلال کانت تقتل رجل البیت وتضعه على سیارة وتسیر به فی الأزقة والحارات ما دفع الناس للفرار خشیة على أرواحهم.

ولا زالت الحاجة الزق بعد 68 عاماً من النکبة تذکر "عشورا" السیدة التی هجرت من المجدل ومکثت فی بیتها وهی تقول: کان وضعها صعبا جداً والبکاء الشدید یسیطر على حالتها لفقدانها بیتها الواسع الکبیر"، وعندما تسمع صوت الطائرة کانت تصدح بقولها "طقطقت طقطقت" وتختبئ فی غرفتها الطینیّة، وکان والدی الحاج مطر یقول لها: ستعودی یا عشورا إلى بیتک وأهلک للتخفیف من معاناتها.

واستطاعت الحاجة أم عبد الله أن تقیم علاقات مودة مع العائلات المهجرة حیث أصبحت تدعوهم فی المناسبات کافة لیشارکوها فی الأفراح والأتراح.

وأشارت إلى أن العائلات المهجرة انتظرت سنوات عدة إلى حین قیام وکالة الغوث وتشغیل اللاجئین "الأونروا" ببناء منازل لهم فی قطاع غزة وتقدیم المعونة لهم.