المحلّل السياسي الليبي عز الدين عقيل : نجاح الحوار الليبي متوقّف على عدّة عوامل وهذا الدور الذي يمكن أن تلعبه تونس

ينطلق الحوار السياسي الليبي في تونس اليوم، الإثنين 9 نوفمبر 2020، في ظل رهانات كبيرة على دفع الحل للصراع المستمر منذ نحو 10 سنوات، مع تركيز هذه الجولة على سبل وآليات ومعايير توحيد السلطة التنفيذية، بعد توصّل اللجنة العسكرية المشتركة الليبية (5+5) خلال حواراتها السابقة إلى إتفاق لوقف إطلاق النار في البلاد. 

 

وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل لـ"آخر خبر أونلاين" إنّ خزائن الأمم المتحدة التي تقوم بهذا الحوار مليئة بآلاف الاتفاقيات التي فشلت فشلت ذريعا، مضيفا أنه بقدر إستطاعتها تجاوز التحديات يمكن أن تتحقق النتائج المرجوة من الحوار الليبي.

 

وأوضح عقيل أنّ أهم التحديات التي يجب تجاوزها يتعلق بمدى إحترام نقطة نزع السلاح الواردة في إتفاق جينيف والتي لم تتضمن إلتزاما دوليا حقيقيا بجلب "أمراء الحرب" والاتفاق على غرار إتفاق "الصخيرات" الذي تم رميه منذ اليوم الأول على حساب المسار السياسي والذي وضع بيد الميليشيات، وفق قوله.

 

وبيّن أن النقطة الثانية تتعلق بمدى إلتزام الغرب بتحقيق مصلحة ليبيا، وهو حريص جدا على الميليشيات التي ساعدته على الإطاحة بالدولة الليبية، على حد تعبيره. 

 

وفسّر عقيل أن نتائج الانتخابات الأمريكية أيضا ستلقي بظلالها على الأزمة الليبية، فالإدارة ستكون مختلفة ويتم رفع الدعم الذي كان يقدمه ترامب مقابل تسليم بايدن ليبيا إلى أوروبا، حيث سيكون الليبيون في إنتظار تحسن العلاقات الأمريكية الأوروبية، وذلك ظهر من خلال ترحيبات الأوروبيين بفوز بايدن إلى جانب عودة هيبة حلف "الناتو"، والتصدي الذي سيمارسه بايدن على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق قوله.

 

وشدد على أن الاتفاق الليبي رهين هذه التغيرات المحتملة، مشيرا إلى أن إنشغال بايدن بالشأن الداخلي الأمريكي ربما يعيد الصراع بين فرنسا وإيطاليا حول ليبيا.

 

وحول الدور الذي ستلعبه تونس، دعا عقيل الدبلوماسيين والخبراء والمفكرين التونسيين إلى تقديم النصح إلى الليبين المجتمعين بتونس حتى يقبلوا بالإتفاق لأنه لا مفر من تدخل الأجانب إلى حين الخروج من الأزمة نحو البناء على هذا الاتفاق وتعجيله، وفق تقديره.

 

جدير بالذكر أن فندقا في ضاحية قمرت يحتضن أعمال الملتقى الذي تحيطه إجراءات صارمة على المشاركين فرضتها أزمة كورونا، ما دفع إلى تقليص عدد الصحافيين المسموح لهم بتغطية المؤتمر إلى أقصى حد ممكن، مع إستغلال البعثة الأممية أيضا هذا الوضع لإبعاد أي ضغوط أو تشويش ممكن على المشاركين.