خسرت كرة القدم التونسية قبل أيام سفيرين هامين لها في المسابقات الافريقية بعد أن ودع النجم الرياضي الساحلي دور المجموعات لرابطة الابطال الافريقية ولحقه بعد ساعات قليلة النادي الصفاقسي الذي اختار بدوره التوقف عند مجموعات الكونفدرالية في مجموعة لاحت في البداية سهلة لرفاق شادي الهمامي.
النجم..شبح !
غادر النجم دوري الابطال في ظهور باهت قد يكون الأسوأ في تاريخ مشاركاته القارية من حيث الأداء خاصة، لأن ليتوال هذه النسخة لم يكن ذلك الفريق صاحب الكاريزما المتحكم في تفاصيل المقابلات، المسيطر على الخصم، بل كان شبحا لا يقوى لاعبوه على صنع فرصة واحدة تهدد مرمى الخصم رغم الدعم الجماهيري القوي الذي كان حاضرا في كل المباريات وخاصة في لقائي رادس ضد الترجي وبلوزداد.
الجماهير التي تحملت مشقة التنقل الى رادس صُدمت بلاعبين يحملون أزياء ناديها، الذي سيحتفل بمرور 100 سنة على تأسيسه، وهم لا يستحقون حتى التواجد في المدرجات، فليس النجم الساحلي من يدافع طوال المقابلة دون أن يصنع فرصة واحدة، وليس النجم من يسعد لاعبوه بتحقيق نقطة التعادل، وليس من تاريخ وعادات ليتوال أن يكون حارس المرمى في كل لقاء "المنقذ" ورجل المباراة.
النجم العاجز ماديا في السنوات الاخيرة، صار اليوم عاجزا حتى رياضيا رغم توفر الرصيد البشري سواء من ابناء النادي أو من المحترفين الدوليين، وأضحى الفريق يكابد الجهود من أجل حجز مقعد، مازال صعب المنال، في مرحلة البلاي أوف والابتعاد خاصة عن كارثة الوقوع في خندق البلاي آوت، وهي فرضية واردة حسابيا اذا واصل الفريق تقديم أداء باهت كالذي ظهر به في الجزائر أمام شباب بلوزداد.
السي آس آس..إلى أين ؟
بدوره، خيّب النادي الصفاقسي آمال أنصاره وودع سباق الكونفدرالية في مجموعة كان هو المرشح الابرز لتصدرها والعبور الى ربع النهائي، لكن الواقع صدم الجميع وجنى الفريق الهزيمة تلو الأخرى ليخرج بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها تاركا نقاط استفهام عديدة حول مصير رفاق دحمان في قادم المواعيد لا سيما أن السي اس اس لم يضمن على غرار النجم الساحلي مكانا في البلاي أوف في البطولة المحلية.
وتبدو النتائج المخيبة التي يجنيها السي آس آس منذ فترة منطقية ومرتقبة، فالنادي يعيش فترة انتقالية دقيقة بعد رحيل الهيئة المديرة السابقة برئاسة المنصف خماخم وتولي هيئة تسييرية بقيادة الاب الروحي للنادي المنصف السلامي تصريف شؤونه الى حين انعقاد جلسة عامة انتخابية، وفِي ظل عدم وضوح الرؤيا إداريا، ضاع الفريق فنيا وسقط القائمون على شؤون النادي في فخ تغيير الاطار الفني والحال أن المشكل أكبر من مجرد تعويض اسم بآخر.
ضربة موجعة للكرة التونسية
إن ما يعيشه النجم الساحلي والنادي الصفاقسي حاليا هو نتاج لتراكمات مواسم عديدة من سوء الادارة والتصرف و"الرعوانية" في التسيير، فالنجم مثلا لم يكن ليعاني من العجز المالي مع رئيسه السابق رضا شرف الدين لو لا تورطه في الاصغاء لنصائح المقربين منه والاعتماد عليهم في اتخاذ القرارات المصيرية بل ومنحهم مناصب داخل النادي، وكذلك النادي الصفاقسي الذي دفع ضريبة عبث بعض المتسلقين والانتهازيين المحيطين بالرئيس منذ سنوات عديدة.
اليوم تخسر تونس اثنين من أبرز سفراءها في القارة: النجم أكثر الفرق التونسية تتويجا على الصعيد القاري والسي آس آس صاحب الرقم القياسي، صحبة النجم، في الحصول على كأس الكونفدرالية، وهي ضربة موجعة للكرة التونسية التي أصبح كبارها مهددين بالاندثار..
فالنادي الافريقي عاش اياما سوداء ولو لا وقفة جماهيره لاختفى النادي من الوجود، وها أنه الآن يبحث عن استعادة هويته التي فقدها بسبب المشاكل والقضايا، لذلك فإن النجم والصفاقسي مهددان بسيناريو قد يكون أسوأ من ذلك الذي عاشه الافارقة، اذ يتهددهما شبح الزوال بعد مرحلة السقوط الحر..
