بعد أن كانت أغنى دولة في شمال إفريقيا، ليبيا تعاني نقصا حادا في الخبز

تتواصل منذ أكثر من أسبوعين معاناة الليبيين من ارتفاع قياسي لأسعار الخبز، الغذاء الرئيسي في البلاد، لتفاقم الأعباء المالية للمواطنين الذين يكافح الكثير منهم لتوفير احتياجات أُسرهم و ذلك في إطار موجة غلاء و تضخم عامة و غير مسبوقة إذ ازدادت أثمان جل السلع الأساسية بنسبة تناهز 30%.

وفي هذا الصدد و بشكل مفاجئ أغلقت المخابز في أنحاء عديدة من ليبيا و خصوصا في طرابلس أبوابها موضحة لزبائنها، الذين أربكهم إغلاقها، أنها اضطُرت لذلك بسبب ارتفاع أسعار الدقيق والوقود.

وعندما تعيد فتح أبوابها من حين إلى آخر تعلق لافتات اعتذار للحرفاء بشأن اضطرارها لرفع أسعار الخبز لتصبح دينارا لكل ثلاثة أرغفة صغيرة بعد أن كانت الثمانية منها تُباع بدينار مما دفع بأغلب العائلات إلى الاشتكاء من ارتفاع الأسعار في ظل أزمة سيولة ومداخيل ضعيفة تغطي بالكاد النزر اليسير من احتياجات الأسرة الليبية.

 يذكر أن ليبيا الغنية بالنفط والتي يبلغ عدد سكانها نحو 6.5 ملايين نسمة، كانت واحدة من أغنى دول المنطقة.وقبل أحداث عام 2011 التي أطاحت بنظام الحكم، كان الدعم الكبير يجعل الدينار الواحد يشترى 40 رغيف خبز. لكن الفوضى العارمة منذ سبع سنوات تسببت في تقسيم البلاد لفصائل متنافسة تتقاتل من أجل السلطة والثروة النفطية.

هذا وأوضح مدير صندوق موازنة الأسعار جمال الشيباني أن الدولة فقط هي التي تستطيع أن تضمن سعرا عادلا ومستقرا للخبز، لكنه أشار إلى أن ميزانيتها لا تتيح لها منذ ثلاث سنوات، دعم الدقيق والقمح.

وأشار الشيباني إلى أن الدولة غير قادرة على تغطية النفقات في ظل تراجع إيرادات النفط إلى 200 ألف برميل يوميا إلى جانب تراجع الأسعار في السنوات الماضية مؤكدا أن الدولة أصبحت عاجزة على تغطية ‏الدعم وهذا الأمر ترك للقطاع الخاص.

كما أفاد بان بلوغ معدلات التضخم نحو 30% و انهيار الثقة في النظام البنكي الذي تسيطر عليه جزئيا فصائل مسلحة، أمر أدى إلى أزمة سيولة حادة مما يجعل من نحو 1.1 مليون شخص في ليبيا يحتاجون لمساعدات إنسانية.