المؤتمر الدّولي للإستثمار: سياسيّون وخبراء إقتصاديّون يجدّدون التّنبيه من أن تظلّ التعهّدات مجرّد وعود

منذ الإعلان الرّسمي عن موعد إنعقاد النّدوة الدوليّة للإستثمار التي إفتتحت أشغالها أمس الثلاثاء بالعاصمة تونس لقيت إنتقادات واسعة من سياسيّين وخبراء إقتصاديّين،  لكن أغلب الملاحظين إعتبروا أنّ اليوم الإفتتاحي للنّدوة شكّل بداية إنقاذ للإقتصاد الوطني من حيث قيمة الإعتمادات الدوليّة التي تمّ رصدها للإستثمار في تونس، هذه النجاحات يبدو أنّها ليست محلّ إجماع إذ أنّ المنتقدين مازالوا  متحفّظين على ما تحقّق معتبرين أنّه لا يعدو أن يكون مجرّد وعود.

 وقال الخبير الإقتصادي حسين الديماسي لـ"آخر خبر أونلاين" اليوم ،الأربعاء 30 نوفمبر، إنّ العهود التي قطعتها المجموعة الدولية أمس الثلاثاء في اليوم الإفتتاحي للنّدوة الدوليّة للإستثمار تواجه تحقّقها عديد المعيقات الموضوعيّة المتعلّقة بواقع الإستثمار في تونس منبّها من سيناريو مؤتمر الإستثمار العالمي الذي إنتظم في شرم الشيخ المصريّة منذ سنتين وبلغت  فيه الوعود عشرات أضعاف ما قدّم أمس لكنّها ظلّت مجرّد وعود إلى اليوم.

وأشار الديماسي إلى أنّ الإشكاليّة الحقيقيّة التي تواجه كلّ تلك الوعود تتعلّق أساسا بالحالة المتردّية التي تعيشها البنية التحتيّة إلى جانب عدم الإستقرار في الحكومات ووضع التشظّي الذي تعيشه الأحزاب الحاكمة في البلاد والحراك الإحتجاجي المستمرّ مشيرا إلى برمجة الإضراب العام أيّاما فقط بعد النّدوة ، لذلك فإنّ النّدوة لن تكون قادرة على النّهوض بالإستثمار في تونس وفي ظلّ هذه الظّروف لن تقدّم سوى بعض الأوهام والوعود التي لا يمكن التّقييم على أساسها.

 من جهته لم يخف النّائب عن الجبهة الشعبيّة عمار عمروسية توجّسه من أنّ ما تمّ التعهّد به أمس لن يتجاوز الوعود خاصّة في ظلّ الظروف التي تعيشها البلاد من توتّرات إجتماعيّة وسياسيّة إلى جانب عدم إصدار الأوامر الترتيبيّة الخاصة بمجلة الإستثمار ممّا يجعل هذه الظروف غير مهيّئة للإستثمار، إلى جانب تعميق ما تحقّق في نظره لواقع المديونيّة فعديد من الوعود قدّمت في شكل قروض.

وأضاف عمروسيّة أنّ الحلّ الأنسب لتجاوز الوضع الإقتصادي الذي تعيشه تونس هو تعبئة الموارد الداخليّة ومحاربة التّهرب الضّريبي والتّهريب والتّجارة الموازية ممّا سيدرّ تمويلات طائلة للدّولة لتكون قادرة على الإستثمار الحقيقي والتّغلب على تحديّات التّنمية والتّشغيل وغيرها.