مساع لتطوير القدرة التنافسية للمؤسسات عبر انخراطها في مسار الصناعة الذكية 4.0

الصناعة الذكية او "الصناعة 4.0" هي التسمية التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، بسويسرا، في عام 2016، على الحلقة الأخيرة من سلسلة الثورات الصناعية، التي هي قيد الانطلاق حالياً. وكما أحدثت الثورات الثلاث السابقة تغييراتٍ كبيرةً على حياة الانسان، تمثَّلت  في تطوّر الحياة الزراعية البدائية، إلى حياة تعتمد التكنولوجيا على المستويين الفردي والمجتمعي، فان الشعوب تتطلع وفق المنتدى العالمي الى ثورةٍ تكنولوجيةٍ جديدة ستغيِّر بشكل أساسي الطريقة التي تعيش وتعمل في اطارها.

 

و تصوغ عدة شركات وجه الثورة الصناعية الرابعة  في منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، متسلحة بالابتكارات والإبداع. و أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخرا اختيار 100 شركة من المنطقة  صنفت كمؤسسات رائدة في هذا المجال من بين 400 شركة تقدمت للتنافس على التتويج.

 

و على الصعيد الوطني، تؤكد الحكومة و سلط الاشراف على ان البلاد قد انخرطت في الثورة الصناعية 4.0 بحكم انها أحد عناصر الاستراتيجية الصناعية في أفق 2020 ،كما انها مدرجة ضمن التوجهات الرسمية التي سيتم التنصيص عليها في الدراسة الاستراتيجية للقطاع الصناعي في أفق 2035.

 

و قد جرى، في هذا الصدد، اطلاق مشروع نموذجي يتعلق بالصناعة الذكية يهدف إلى تقديم المساندة لفائدة طيف واسع من المؤسسات قصد المرور إلى صيغة صناعة 4.0، وإحداث 12 شركة ناشئة في مجال تكنولوجيات الصناعة 4.0، وإحداث شبكة للاستراتيجية التونسية للصناعة الذكية إضافة الى تكوين 500 إطار في تكنولوجيات هذه الصناعة.

 

و ترمي هذه الجهود الى تطوير القدرة التنافسية الدولية للمؤسسات التونسية وتحسين موقعها الاستراتيجي في الاسواق التقليدية و تيسير ولوجها إلى الأسواق الواعدة لاعتماد الامر بشكل كبير على انخراطها في الثورة الصناعية الجديدة.

 

و في هذا الاطار، أدى وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة سليم الفرياني مساء يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2019، زيارة ميدانية إلى القطب التنموي بسوسة بحضور هشام التركي الرئيس المدير العام للقطب وسفير ألمانيا بتونس "أندرياس رينيك" ووالي سوسة عادل الشليوي و "مافريد هور" المدير المقيم للوكالة الألمانية للتعاون الدولي بتونس و "جنتر بيجر" المدير العام بالوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي.

 

هذا و قع التاكيد بالمناسبة على ضرورة الاعتماد على الصناعة الذكية 4.0 لتطوير تنافسية المؤسسات الناشئة والاقتداء بالتجربة الألمانية الرائدة في هذا المجال علما ان سلط الاشراف ستعمل بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بتونس على تسهيل عملية ادماج 100 مؤسسة تونسية في الثورة الصناعية الرابعة وتكوين 500 إطار في أفق سنة 2021. 

 

وتم الاطلاع على نشاط عدد من الشركات الناشئة تنشط في مجال البرمجة الالية و الطباعة بجودة "3 مستويات" وتطوير الموصلات و هندسة الاقتصاد الطاقي.

 

كما جرى الاطلاع على تقدم أشغال بناء مركز الكفاءات الذي يعتمد على الصناعة الذكية 4.0 و الذي من المنتظر أن يدخل حيز الاستغلال في ديسمبر 2019. و تقدر كلفة انجاز المركز بحوالي 3 مليون دينار. وتم بهذه المناسبة، توقيع مذكرتي تفاهم بين الوكالة الألمانية للتعاون الدولي وكل من القطب التنموي بسوسة والقطب التكنولوجي بصفاقس.

 

يذكر أن بعث مركز للكفاءات بالاعتماد على الصناعة الذكية 4.0 يندرج في إطار إرساء برنامج التنمية والتجديد والتنمية الاقتصادية الجهوية والتشغيل، وهو يهدف إلى النهوض بالتنمية الجهوية وتحسين جودة الخدمات والدعم الموجه للمؤسسات وتعزيز دور المؤسسات الجامعية والبحث العلمي والنهوض بالتشغيل ونقل التكنولوجيا بالإضافة إلى تدعيم القدرات المهنيين والمستثمرين في قطاع تكنولوجيات الاتصال والرقمنة.