اليمين المتطرّف يحقّق مكاسب كبرى في إنتخابات أوروبا... أيّ تأثيراتٍ على تونس ؟ المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي يتحدّث لـ"آخر خبر أونلاين"

أظهرت النتائج الرسمية الأولية لإنتخابات البرلمان الأوروبي أن الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة والمشككة في الوحدة الأوروبية حققت مكاسب قوية على حساب الوسط واليسار.

وتصدر اليمين المتطرف ممثلا في التجمع الوطني بفرنسا وحزب الرابطة بإيطاليا، في وقت تصدر دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، والقوميون المناهضون للهجرة في المجر بزعامة رئيس الوزراء فيكتور أوربان.

وحول تداعيات هذه النتائج على العلاقات الأوروبية التونسية وتأثيراتها خاصة فيما يتعلق بملف الهجرة غير النظامية، أكّد المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي لـ"آخر خبر أونلاين" اليوم، الإثنين 27 ماي 2019، أنّ كل ما يحدث في أوروبا الغربية وخاصة شمال المتوسط له تأثيرات عميقة على تونس على جميع المستويات وذلك نتيجة للعلاقات التاريخية والجغراسياسية والثقافية. 

وتابع الحناشي أنّ هذه النتائج كانت منتظرة لأن هناك موجة من بروز مجموعات اليمين المتطرف إثر صعود ترامب في الولايات المتحدة الامريكية، بشكل خاص، ثم تعززت في هذه الإنتخابات.

وبيّن المحلل أنّ برامج هذه الأحزاب فيها جزء من القضايا "غير الإنسانية" ونوع من "العنصرية والعدوانية" تجاه الآخر مثلا موقف ميركل بالنسبة للمهاجرين السوريين في وقت ما، حيث من أهم شعارات هذه المجموعات التصدي للهجرة بنوعيها الشرعية وغير الشرعية ومسألة التجنيس.

وأوضح الباحث والمؤرخ أنه سيكون لفوز اليمين المتطرف نوعين من الإنعكاسات فوصولهم قد يحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية بعد أن أصبح المتوسط مقبرة لعشرات الشبان التونسيين خاصة خلال السنوات الأخيرة والذين إذا وصلوا إلى الضفة الأخرى فإن مصيرهم مجهول ويعيشون حالة من الخوف وعدم الاستقرار.

ومن جهة أخرى، فإن صعود هذه المجموعات قد يوقف كذلك توظيف هجرة الأدمغة والكفاءات وهو إستنزاف لطاقة تونس، حسب تقديره.

وقال الحناشي إن الخوف الشديد يكمن في إنعكاس هذه السياسة على المهاجرين الذين يقيمون وعائلاتهم بأوروبا سواء المستقرين أو العابرين أو المهاجرية بصفة غير قانونية، حيث يمكن إتخاذ إجراءات ربما غير قانونية مع إرتفاع نسبة العنصرية لدى المجتمعات الأوروبية.

أما على مستوى العلاقات الرسمية، إعتبر المحلل السياسي أن هذه النتائج سيكون لها إنعكاسات سلبية لأن هذه الأحزاب الفائزة تبحث عن التمدد إقتصاديا على المحيط الأوروبي في الوقت الذي لا تزال تونس تبني علاقات مع الإتحاد الأوروبي في إطار التحول الديمقراطي.