بالصور القيروان:صبرة المنصورية من موقع اثري عالمي إلى اطلال منهوبة وبناءات فوضوية!!

تقف صبرة المنصورية اليوم وهي موقع أثري على بُعد كيلومترين جنوب القيروان كمدينة أطلال شاهدت على حقبة تاريخية جعلت منها عاصمة خلافة الدولة الفاطمية لمائة عامٍ تقريباً في عهديّ المنصور بالله الفاطمي (946م-953م) والمعز لدين الله (953م-975م).

المدينة التي كانت مركزا اداريا قويا للدولة الفاطمية وتحتوي قصورا محاطة بحدائق غاية في الروعة والتي بقيت اثارها بعد تدميرها شاهدت عليها حتى بعد التسعينات شهدت عملية طمس ونهب غير مسبوق رغم تسجيلها في التراث العالمي.

اثارها ومواردها وكنوزها وكل ما تبقى شاهدا على حضارتها تعرض بعد الثورة للسرقة والنهب من قبل عصابات التنقيب على الاثار في ظل غياب تام للسلط المكلفة بحمايتها آنذاك ولم يقتصر الامر على هذا بل تعدى ذلك الى تدميرها كليا من خلال تحويلها الى احياء اكتسحتها المساكن العشوائية والبناءات الفوضاوية رغم الحفريات التي قامت بها المعهد الوطني للتراث قبل ذلك والتي أسفرت عن استخراج اكثر من 6 آلاف قطعة أثرية توزعت بين مجصات ذات زخارف حيوانية ونباتية رائعة واثار اخرى مختلفة ذات قيمة تاريخية هامة.

المدينة التي ورغم انعقاد عشرات الجلسات منذ 2011 حتى اليوم نادت كلها بضرورة الاسراع بحمايتها من خطر الاكتساح العمراني العشوائي الذي طمسها كليا ولم يبقى منها اليوم سوى هكتارين طالهما الزحف الخبيث للبناءات الذي يقوده اليوم اناس لا صلة لهم بمفهوم الحضارة والتاريخ متجاهلين مئات قرارات الهدم التي لم تنفذ والتي بقيت شاهدت على تواطؤ اطراف عديدة في طمس  حضارة قادت المنطقة لاكثر  من 100 سنة.

اليوم تقف السلط البلدية بالجهة والمعهد الوطني للتراث عاجزة عن ايقاف نزيف المد العمراني العشوائي الذي طال الأخضر واليابس ولم يبقي من المدينة شىء رغم صدور قرارات عديدة خاصة بهدم وازالة عشرات البناءات المخالفة للقانون.