تحذيرات جدية من انهيار منظومة البطاطا، انتاجا و ترويجا

حذر اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 عمر الغزواني رئيس الاتحاد الجهوي  للفلاحة  بجندوبة وهي اهم منطقة لزراعة البطاطا في تونس من انهيار منظومة البطاطا بعد  عزوف الفلاحين بالجهة عن زراعتها وتراجع المساحات المخصصة لها بسبب  غياب  ترويج هذه المادة وارتفاع كلفة انتاجها  و خصوصا توريد كميات كبرى منها.

و يثير منذ مدة ملف استيراد البطاطا و ذلك بالاساس من مصر و تركيا  جدلا واسعا خاصة بعد تأكيد وجود بيانات موثقة بأن الكميات الموردة من البطاطا ليس لها الجودة المطلوبة و في ظل توفرها في تونس بدخول موسم البطاطا الفصلية بكميات مهمة.

كما يؤكد اتحاد الفلاحين ان عملية الاستيراد لم تساعد في المقابل على تخفيض سعر البطاطا بالنسبة للمستهلك، معتبرا الأمر تقديرا غير متوازن من طرف سلط الاشراف. و تم التشديد في هذا الاطار على  أن محصول البطاطا وفير في عدة جهات مثل قفصة وسيدي بوزيد والقيروان والقصرين وقليبية. و تقوم وزارة التجارة باستمرار بتوريد آلاف الاطنان من البطاطا بقيمة 550 دولار للطن في المعدل، أي ما يعادل 1650 دينار للكيلوغرام الواحد  علما ان اسعار البطاطا عند الانتاج لدى الفلاح لا تتجاوز 900 مليم للكيلوغرام و تناهز حاليا في الاسواق 2200 دينار للكيلوغرام في المعدل.

يذكر ان تونس تحتل المرتبة الثالثة عشر إفريقيا من حيث الإنتاج السنوي للبطاطا. كما تعتبر من البلدان المستهلكة حيث أن معدل الاستهلاك  ناهز 30.3 كلغ/فرد/سنة. و تمتد زراعة البطاطا بتونس بفصولها الأربعة (ما قبل البدري و البدري و الفصلي و الآخر فصلي) على حوالي 26 ألف هكتار بنسبة %16 من المساحات الجملية المخصصة الخضروات وبمعدل إنتاج يناهز حوالي الـ 390 ألف طن و تحتل بذلك المرتبة الثانية بعد زراعة  الطماطم. كما تعتبر زراعة البطاطا من أبرز الزراعات المستغلة للمناطق السقوية و المشغلة لليد العاملة الموسمية و القابل إنتاجها للتصدير و التخزين و التحويل.

و بلغت تونس الاكتفاء الذاتي من بطاطا الاستهلاك منذ سنة 2008 بوضع خطة وطنية و عبر عدة حوافز و إجراءات من بينها بعث مركز فني للبطاطا يعنى بتثمين نتائج البحث التطبيقي و بالتاطير و التكوين.