ماجر هي قبيلة تونسية يمتد مجالها القبلي على كامل تراب ولاية القصرين و اجزاء من الولايات المجاورة لها خاصتا منطقة الشمال باجة و جندوبة هبوطا الى الحوض جنوبا ڨفصة و سيدي بوزيد.
و هذه القبيلة هي عبارة عن مجموعات متجانسة وغير متجانسة من اخلاط عرقية تكونت عبر الزمن و تكتلت حول النواة الاصلية للقبيلة و هي النواة البربرية لان المواجر يرجع ابن خلدون مثلا في كتابه العبر اصولهم الى زواغة البربرية احد بطون زواغة الثلاثة : دمر بن زواغ و هرا و طيل بن زحبك و بنو ماجر .
مظاهر متميزة للتنوع
و تصادق على هذا الامر المراجع الاستعمارية و بعض مظاهر بعض بطون القبيلة كقبائل بطن الشقطمة المتميزون بوشوم رمزية معينة ترسم على كافة اجزاء المرأة البارزة و على يدا الرجل و صدره و المفردات البربرية التي لينت للنطق العريي كغنجاية ( ملعقة ) و مطرد ( حسير ) و يمة ( امي ) فانها كانت تختص بها هاته الفخذ دون باقي فخوذ ماجر الى جانب رقصة شهيرة اشتهروا بها رقصة ( التشبريش ) و الشبروش هو راقص تلك الرقصة و التي تتمثل في ضرب الراقصين مناكبهم بايديهم و تحريك شفاههم باشارات معينة.
و تساق هنا طرفة ، هي ان هاته الرقصة قد تكون اندثرت او اخذت لون اخر من الوان العرض و لكن الكلمة بقيت في الملهج التونسي مع تحويل وظيفي طرأ عليها حيث اصبح مفهوم التشبريش يعني التهديد ( فلان يشبرش على فلان اي فلان يستعرض عضلاته على فلان لاخافته ) .
مظهر آخر من مظاهر التنوع على غرار مظهر الشقطمة، مظهر التنوع الاثني للقبيلة يتمثل في بطن اولاد سعيد او اولاد سعيد بوخلوط كما سماهم عرش الفواد المواجرية سكان تالة و الروحية ، و اسموا بهذا الاسم لما يلاحظ عليهم من ملامح اثنية رومية من حمرة الخدين و تلون العينين و صفرة الشعر و ايضا التنوع في العادات لديهم فان لديهم من العادات ماهو حتى مأخوذ من طقوس ديانات اخرى و مع هذا لايزالون يحافظون عليها لليوم حتى بعد اسلامهم ، اضافتا الى مايعرفون به من تفلت نسبي في الاخلاق و الظوابط العامة و لعل هذا مرجعه لكونهم يعتبرون من الاعراب ( اي سكان البوادي و الجبال ) فانهم يتركزون في جبل بولحناش على خلاف باقي المواجر و الفراشيش المستوطنين بالسهول والتلال.
المكونات الاساسية
تتكون ماجر بالاساس من ثلاثة اذرع مهمة و هم اولاد مهني العرب اصيلي بلاد الشام و القادمين مع الفتح الاسلامي للبلاد و قد اندمجوا مع السكان المحليين و الفواد و الشقطمة البربر و من اولاد مهني _بالعودة لهم_ فرع يتسمى باولاد دباب وهو فرع عربي كان ينتسب لاولاد سعيد لكن حدثت خلافات وسط العرش ماحملهم على الخروج منهم الى جانب كذلك القماطية الهمامة اصلا و مقدما و العوابد الوصفان احفاد مملوك اسود يقال انه كان في خدمة شيخ ماجر و الفراشيش . تضم ماجر كذلك اولاد مساهل ( les massayles ) البربر الذين اسسوا امبراطورية ممتدة على طول الحدود الجزائرية التونسية قبل قرنين من التاريخ و مشهور دورهم وهم بالمناسبة الفرع الوحيد لاولاد مهني الغير عرب .
نجد كذلك من هذا العرش بطون تدعي انتسابها الاجنبي كالقماطية الذين اسلفت نسبتهم الى الهمامة و اولاد يعقوب و اولاد سعيد و اولاد دراج ( الدراجي) .
اما الشقمطة فانهم موجودن خاصتا بالمناطق الجبلية كجبل سمامة و مناطق الروحية و تالة ، منتشرون انتشار واسع على هاته المناطق
واما عرش الفواد فهو خليط غير متجانس من البشر من عرب و بربر وبيزنط حتى ، فاذا وجدنا مثلا اولاد السهيل و اولاد عقيل و اولاد غيلان يعودون للاصول العربية ، فاننا نجد النمالغة و البواجر و تاغوت يعودون لاصول بربرية.
كذلك نذكر الفراشيش الذين تربطهم علاقات دموية و تاريخية كبيرة مع المواجر ، فان الفراشيش وصل الامر بمؤرخي القرن الثامن عشر و حتى القرن العشرين الى ان اعتبروهم بطن من بطون ماجر و يرجع ذلك السيد الازهر الماجري الى ان تسمية فراشيش و عرش فراشيش لم تكن موجوده قبل القرن السابع عشر حيث لا نجد لهم ذكر في كتاب العبر لابن خلدون . رغم وجود مراجع تقول بدورهم الكبير قبل التاريخ و بعده.
و هنا قول من احد المراجع التي تلخص سبب تسمية ماجر و الفراشيش بهذه الأسماء و مدى تنوع هاته القبائل عرقيا و ثقافيا و انه يوجد بالفراشيش والمواجرية اصناف و اجناس من البشر من العرب و البربر الوافدة و البربر الاصيلين و السود و الروم و انه ماتسمية ماجر وفرشيش الا وعاء استوعب كل هاته الاصناف من البشر التي جمعها التاريخ و تطور الاحداث ليضعها معا في نفس الطريق و جعل لها المصير المشترك.
و ان هاته الاسماء ليست بوافدة او مسقطة من المؤرخين، بل هي من ارث تلك القبائل ففرشيش مثلا اسم لشخصية قديمة مرت قبل التاريخ الاسلامي و قد قام بثورة و امتد حكمه الى غاية نابل و الساحل شمالا مرورا قبل ذلك بالوسط التونسي ، و ماجر هي اسم لفرقة صغيرة داخل عرش زواغة في ليبيا و قد استقلت مع الوقت و كبر حجمها بما ذكرت سابقا .