منوعات

كيف إنتهت 5 من أسوأ الأوبئة تاريخيًّا ؟

كيف إنتهت 5 من أسوأ الأوبئة تاريخيًّا ؟

07 افريل 2020 10:09
شهد التاريخ القديم والحديث تفشي العديد من الجوائح والأوبئة بسبب إتساع النشاط السكاني وتطور الأمراض المعدية، مع سوء الصرف الصحي والتغذية نتيجة الأحوال الطبيعية كحالات القحط والجدب، ولأسباب قام بها الإنسان مثل الحروب وما يرافقها من أمراض، لكن على الرغم من قضاء تلك الأوبئة على حياة الملايين من البشر وإصابة عشرات الملايين ومعاناتهم، من آلام المرض حتى شفائهم، إلا أنها إنتهت بأشكال مختلفة.
 
طاعون جستنيان
 
الطاعون كان وراء 3 من أكثر الأوبئة فتكا بالإنسان عبر التاريخ، وتقف وراءه بكتيريا من نوع واحد وهي "Yersinia pestis يريسينا بيستيس".
 
ويعد طاعون جستنيان أحد الأوبئة التي إنتشرت مثل النار في الهشيم في أوروبا، بعد إنتقاله من مصر، عبر البحر المتوسط إلى القسطنطينية (إسطنبول)، عاصمة الدولة البيزنطية، عام 541 للميلاد، وكانت البكتيريا المسببة للطاعون تعيش في البراغيث التي تعلقت بالفئران خلال نقل الحبوب من مصر.
 
وتسبب الطاعون في هلاك القسطنطينية آنذاك، وإتسعت رقعة الإصابة إلى أوروبا وآسيا وشمال إفريقيا والجزيرة العربية، ويصل تعداد الضحايا إلى 5 ملايين شخص.
 
وحول كيفية إنتهاء طاعون جستنيان، قال أستاذ التاريخ بجامعة "دي بول" الأمريكية في شيكاغو إليونز، توماس موكايتيس إن "غالبية الناس، لم تكن قادرة على محاربة المرض في تلك الفترة"، لافتا إلى أن "التخمين الأقوى أن أغلبية الناجين من المرض، كانوا يمتلكون المناعة لعدم الإصابة والبقاء على قيد الحياة ".
 
 
 
 
الموت الأسود... الحجر الصحي
 
عاد الطاعون مجددا بعد 800 عام من طاعون جستنيان وضرب أوروبا مباشرة عام 1347، وقتل قرابة 200 مليون إنسان خلال 4 أعوام فقط.
 
لم يكن مفهوم العدوى مدركا من قبل الناس في تلك الفترة، لكن فكرة إنتقال المرض بين الأشخاص بسبب إقترابهم من بعضهم، كانت معروفة، ولذلك قرر المسؤولون في مدينة راجوسا التابعة للبندقية في إيطاليا، إجراء حجر صحي على كافة البحارة الواصلين حديثا إلى المدينة، للتأكد من عدم إصابتهم بالأمراض.
 
وفرض الحجر الصحي للبحارة على سفنهم لمدة 30 يوما والتي باتت في عرف البندقية معروفة بإسم "ترينتينو"، ومع الوقت توسعت فكرة الحجر داخل البندقية نفسها، ولمدة 40 يوما، ومن هنا جاءت كلمة "كورينتينو" الإنقليزية والتي أصبحت كلمة غربية لتعريف الحجر الصحي وبذلك إنتهى وباء الطاعون الثاني.
 
 
 
 
الطاعون العظيم... هلاك لندن
 
لم يتوقف الطاعون عن العودة، بعد كل محاولة لإنهائه، وتشير كتب التاريخ إلى أنه عاد كل 20 عاما تقريبا، منذ العام 1348 حتى العام 1640، أي قرابة 300 عام، ومع كل موجة وباء للطاعون كانت حياة 20 بالمائة تنتهي من الرجال والأطفال والنساء الذين يعيشون في لندن.
 
ودفعت موجات الطاعون إنقلترا إلى فرض نواة قوانين الحجر الصحي وعزل المرضى، مع حلول أوائل القرن السادس عشر، وجرى تمييز المنازل الموبوءة بحزمة قش معلقة على عمود خارجها، فضلا عن الطلب من أي فرد بأسرة مصابة يخرج إلى الأماكن العامة، حمل عمود أبيض حتى يتجنبه الناس منعا لنقل المرض، وكان يعتقد أن القطط والكلاب تنقل المرض لذلك وقعت مذبحة بحقها.
 
أما الطاعون الكبير الذي شهدته لندن عام 1665، فقد أسفر عن مقتل 100 ألف من سكان لندن في 7 أشهر، وفرض الحظر الكامل على الحركة وبالقوة منع خروج المرضى من المنازل ورسمت صلبان حمراء على أبوابهم لمعرفتهم، ويعتقد أنها كانت الطريقة الوحيدة لإنهاء آخر موجة طاعون بسبب البكتيريا.
 
 
 
الجدري... وباء العالم الجديد
 
إنتشر الجدري في قارات العالم وتسبب بالكثير من الوفيات وأحصي وفاة 3 من كل 10 أشخاص أصيبوا به على مدى قرون، مع ترك ندوب مدى الحياة لكل من أصابه ونجا منه.
 
ووصل الجدري إلى (العالم الجديد) أمريكا، مع رحلات المستكشفين الأوروبيين في القرن الخامس عشر، ولم يكن لدى الشعوب الأصلية في الأمريكتين مناعة طبيعية ضد الوباء، ما أسفر عن ضحايا بعشرات الملايين.
 
وقال أستاذ التاريخ موكايتيس، إن ما حدث في الأمريكتين بسبب الجدري، قضى على قرابة 95 بالمائة من السكان الأصليين، على مدى قرن من الزمان.
 
وبقي الجدري يحصد البشر على مدى قرون، حتى إكتشف طبيب بريطاني يدعى إدوارد جينر، أواخر القرن الثامن عشر، لقاحا لفيروس الجدري.
 
وتعود قصة إكتشاف اللقاح إلى سيدة تدعى سارة نيلمس، جاءت لإستشارة الطبيب جينر بأحد الأمراض، فسألها عما إذا كانت أصيبة بالجدري، وبعد أن أكدت له تعرضها لجدري البقر، بدأ الطبيب البحث في سبب عدم إصابتها بالجدري البشري، وعثر على نوعين من جدري البقر أحدهما شبيه بما يصيب الإنسان.
 
وإستفاد الطبيب منه في فكرة التلقيح وأجري الاختبار الأول عام 1796، على طفل يدعى جيمس فيبس وكان عمره 8 سنوات، وقام بتلقيحه بجدري البقر ورغم حصول حمى خفيفة، إلا أن الطفل نجا من التلقيح، وبعد ذلك قام الطبيب بحقنه بقيح من مرض الجدري المميت، لعدة مرات بلغت 20 محاولة، وكانت تلك اللحظة الفارقة تاريخيا للقضاء على فيروس الجدري، وأعلنت منظمة الصحة العالمية عام 1980 إستئصال الجدري من العالم تماما.
 
 
 
 
الكوليرا... الماء الملوث
 
كان الإعتقاد السائد منتصف القرن التاسع عشر أن المرض الذي قتل عشرات الآلاف، ينتشر عبر الهواء الملوث، لكن أبحاث الطبيب البريطاني جون سنو، كشفت أن المرض الغامض الذي ينهي حياة مرضاه خلال الأيام الأولى من الإصابة ناتج عن مياه الشرب في لندن.
 
وتتبع الطبيب سنو سجلات المستشفيات وتقارير مشارح الجثث لرسم مخطط تتبع للمرض وما إذا كان هناك رابط مشترك بين الضحايا، ليكتشف أن قرابة 500 ضحية كانت تقطن بالقرب من مضخة برود ستريت في لندن.
 
وبعد جهد كبير أقنع الطبيب المسؤولين المحليين في لندن بإغلاق المضخة ومنع الشرب والاقتراب منها لإنهاء الكوليرا، وبالفعل توقفت المستشفيات عن تسجيل إصابات جديدة.
 
ورغم إنتهاء وباء الكوليرا عالميا، إلا أنه لا يزال قاتلا في المناطق الأكثر فقرا في العالم والتي تفتقر إلى الصرف الصحي والمياه النظيفة.
 
 
 
 
 
*المصدر/ موقع العربي 21
07 افريل 2020 10:09

المزيد

سامسونج تكشف عن سلسلة وثائقية جديدة من ثلاثة أجزاء تحتفي بالرياضة في الطريق إلى باريس 2024

كشفت شركة سامسونج للإلكترونيات، الشريك العالمي للألعاب الأولمبية والبارالمبية، عن سلسلة وثائقية جديدة تهدف إلى تسليط الضوء على رياضات التزلج على اللوح ...

22 افريل 2024 12:37

إعادة افتتاح مسجد بعد 100 عام من الإغلاق في اليونان

وكالات/ أعادت اليونان، أمس الأربعاء، افتتاح مسجد تاريخي في مدينة سالونيك الشمالية، للمرة الأولى منذ أكثر من قرن، حيث سمحت بأداء صلاة عيد الفطر فيه.   وأدى نحو 100 ...

11 افريل 2024 10:20

جدل بشأن أكبر معمر في العالم.. بيرو تتحدى غينيس

وكالات - قال مسؤولون حكوميون في بيرو إن أكبر معمر في العالم حاليا هو أحد مواطنيها ويدعى مارسيلينو أباد إذ يبلغ من العمر 124 عاما.   وذكرت الحكومة أن أباد المولود في ...

10 افريل 2024 10:30

دراسة: البشر ينقلون فيروسات للحيوانات أكثر مما تنقله الأخيرة لهم

رويترز- انتقلت إلى البشر بعض من أكثر الأمراض فتكا بالبشرية من الحيوانات. فالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، على سبيل المثال، انتقل للإنسان من ...

27 مارس 2024 10:50