بعنفوان وشجاعة ورشاقة وخفة يتحرك وسط الاسطبل، عيون واسعة وبراقة ورقبة مقوسة وشعر رقيق ناعم وصهيل مدوي، كأنه يعبر عن افتخاره بتاريخه حيث تجاوزت سمعته حدود تونس بانتصارات وجوائز حصدها "عرابي ابن زجاجة" احد ابرز الخيول العربية الاصيلة بمعتمدية المكناسي من ولاية سيدي بوزيد.
"عرابي" هو جواد عربي اصيل من سلالة معروفة ونقية تعود الى سنة 1920 تجاوز عمره حاليا 16 عاما وانطلق في حصد الجوائز والفوز في سباقات الفروسية منذ كان في عمر السنتين حيث تحصل على المرتبة الاولى في سباقه الاول 800 متر في توقيت قياسي لم يسجل افضل منه الى حد الان، حسب ما أفاد به مالكه مربي الخيول رضا غبر.
ويعتبر رضا غبر في لقاء جمعه ب(وات) ان جواده عرابي هو "هبة من الله" اذ ارتبط وجوده في حياته بسلسلة من الانتصارات في مختلف سباقات الفروسية على امتداد 16 سنة، واشار الى ان هذه الهواية المتوارثة "هواية تربية الجواد العربي الاصيل" مثلت عبر اجيال مورد رزق في معتمدية المكناسي، ومنفذ ترفيه وتسلية، ونافذة يتسلل عبرها التحدي والعزيمة والامل في غد افضل لدى الشباب الذي يقبل على تربية الخيول والعناية بها على امل ان تتحسن ظروفهم استنادا الى مقولة "البيت الذي به خيل فيه خير".
تتالت انتصارات الجواد "عرابي" فحصد عدة جوائز اهمها جائزة رئيس الجمهورية في سباقات الفروسية واختيار المنظمة العالمية له كأفضل حصان في تونس، ينبّه "عرابي" الى وجوده بصهيل قوي بين الحين والاخر تسمع وقع حوافره الصلبة ولا تهدأ له حركة وهو بين يدي مالك يربت على عنقه في حنو ويحادثه بألفة ويأمره فيلتزم.
يواصل رضا غبر تربية الخيول على امتداد 40 سنة وتربطه بجواده "عرابي" علاقة قوية وانتصارات في سباقات الفروسية وذكريات نجاحات متتالية تجعل من "عرابي" يتبوأ المرتبة الاولى في مجال اهتمامه.
لا ينفك رضا غبر عن الدفاع عن قطاع الخيول كلما سنحت له الفرصة خاصة خلال السنوات الاخيرة التي شهد خلالها القطاع تراجعا كبيرا وعدة مشاكل وصعوبات يرى اهل القطاع انها من شانها ان تدمر قطاع تربية الخيول كليا.
تتميز معتمدية المكناسي من ولاية سيدي بوزيد بنشاط تربية الخيول الذي توارثته الاجيال في المنطقة واصبح ميزة تشتهر بها وحقق نجاحات كبيرة في فترة سابقة الا انه يشهد خلال السنوات الاخيرة عدة تعقيدات ومشاكل اهمها اشكال تطبيق قانون المالية المتعلق بالضريبة على دخل الاشخاص والذي يقضي بخصم 15 بالمائة من المداخيل والارباح من تربية الخيول ومن المراهنة في سباقات الفروسية وهو قانون انسحب على شركة سباق الخيل التي تتأتى مداخيلها من الوكالة التونسية للتضامن ومن شركة الرهانات، وهو ما يهدد سباقات الخيل بالتوقف وبتدمير قطاع تربية الخيول.
ونبه رضا غبر الى نقص عدد دورات السباق المخصصة للمكناسي والذي لا يتجاوز 8 دورات من جملة 70 دورة في السنة في تونس، وهي نسبة قليلة لا تفي بالغاية اذ لا بد من الترفيع في نصيب دورات السباق للمكناسي لمزيد تحسين الخيول ولتجنيب المربين مشاق التنقل.
كما عبر رضا غبر عن استيائه من عدم توفر طبيب بيطري مختص وقار بالجهة للعناية بالخيول، وطالب بمزيد الاهتمام بالبنية التحتية المهترئة اذ رغم ندرة الهندسة المعمارية للاسطبل اصبح مهددا بالسقوط ولابد من ترميم البناية ترميما جذريا ومن توسعة الاسطبلات، وتهيئة المركض كما يتوجب على الدولة وضع استراتيجية لحماية قطاع تربية الخيول من الاندثار.
واعتبر عدد من مربي الخيول إلتقهم صحفية (وات) في منطقة المكناسي ان "عرابي" قصة نجاح في المنطقة اذ رغم مختلف المشاكل والعراقيل نحت "عرابي" تجربته الناجحة في هذا المجال وسيواصل ابناءه توشيح مسيرته، وسيذكر اسمه عند اهل القطاع ولن يقترن الا بحصد الجوائز واحتلال المراتب الاولى.
ويعود تاريخ الجواد العربي الاصيل بمعتمدية المكناسي الى فترة الاستعمار حيث قام معمر فرنسي باستيراد هذه الخيول العربية الاصيلة من الجزيرة العربية وباع البعض منها عند رحيله لاهالي المنطقة وتفرعت عنها السلالات التي اشتهرت بها منطقة المكناسي وتوارثتها الاجيال واصبحت عادة عند ابناء المنطقة تتمثل اساسا في تربية الخيول وتشريكها في السباقات المحلية والوطنية وحتى خارج تونس وتحقق النجاح وتتصدر المراتب الاولى نظرا لاصالتها وكفاءتها.
*المصدر| وكالة تونس افريقيا للأنباء
