في العمق

النساء المعنّفات في تونس... جرح مفتوح وقانون مع "وقف التطبيق"

النساء المعنّفات في تونس... جرح مفتوح وقانون مع "وقف التطبيق"

24 مارس 2022 13:45 آمنة السليطي
 بوجه شاحب عليه بعض الكدمات وآثار تعذيب، تتقدم إحدى ضحايا العنف الزوجي لفرقة مختصة  في البحث في قضايا العنف  ضد المرأة والطفل  بالعاصمة، بشكاية  ضد زوجها الذي احتجزها واغتصبها بوحشية امام طفلها!
تواصل الضحية حديثها بصوت مرتعش، وهي تحمل رضيعها بين يديها المرتجيفتين بسبب الخوف..بدت عليها آثارالعنف وتقييد بالسلاسل وحرق بالسجائر..بعد أن هربت من ذلك الجحيم، بمساعدة أخ زوجها الذي فك قيودها وساعدها على ركوب سيارة أجرة رفقة ابنها .
وتمكنت الفرقة من القبض على الزوج الذي أنكر اغتصاب زوجته، واعتبر ما قام به حقّا شرعيا، وكذّبه تقرير الطب الشرعي الذي اكد تعرض الضحية  للعنف الجنسي .
تمتلئ رفوف المحاكم والمراكز الأمنية بشكايات العنف الزوجي و بقصص نساء فقدن حياتهن  بسببه.
فقد أثارت الصيف الفارط قصة إقدام زوج على اقتلاع عيني زوجته، وتعذبيها لعدّة أيام في منزلهما الرأي العام، نظرا لفظاعة الجريمة  
وكان المرصد الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة في تونس قد ندد بتنامي منسوب العنف المسلّط على المرأة في البلاد.
وأفاد المرصد في آخر دراسة  له أن  أكثر من نصف حالات العنف ضد النساء في تونس مصدرها الأزواج.
 
وتعتبر تونس من البلدان الرائدة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة حيث تصل عقوبة العنف ضد المرأة الى حدود 20 سنة سجن وفق الفصل 208 جديد من القانون  عدد  58المؤرخ في اوت  2017 و المتعلق  بمناهضة العنف ضد المراة  والذي ينص "يعاقب بالسجن مدة عشرين عاما مرتكب الضرب أو الجرح الواقع عمدا دون قصد القتل والذي نتج عنه الموت، ويكون العقاب بالسجن بقية العمر" 
 
 ويهدف هذا القانون إلى وضع التدابير الكفيلة بالقضاء على كل أشكال العنف ضد المرأة القائم على أساس التمييز بين الجنسين من أجل تحقيق المساواة واحترام الكرامة الإنسانية، وذلك بإتباع مقاربة شاملة تقوم على التصدي لمختلف أشكاله بالوقاية وتتبع مرتكبيه ومعاقبتهم وحماية الضحايا والتعهد بهم
وطالبت الجمعيات الحقوقية المختصة في الدفاع عن حقوق  المرأة بضرورة تطبيق تفعيل قانون مناهضة العنف ضد المرأة خاصة، بعد  جريمة قتل سيدة في ولاية الكاف، على يدي زوجها الذي أطلق النار عليها.
 
  تطبيق القانون هو المشكل والدولة تتحمّل المسؤولية 
و في هذا الصدد، تفيد سارة بن سعيد  المديرة التنفيذية لجمعية أصوات النساء  المدافعة عن حقوق المرأة بأن المشكلة لا تكمن في قانون مناهضة العنف ضد المرأة، إنما في تطبقيه من قبل الجهات القضائية والأمنية ووزارة الصحة ووزارة المرأة، مؤكدة أن الدولة تتحمل التقصير في تطبيق القانون وهو ما تسبب في تنامي جرائم العنف الأسري  الذي غالبا ما تكون ضحيته المرأة.
وأضافت سارة بن سعيد "إن الاعلان عن حملة توعوية، والعمل على خطاب رسمي موجه للعموم، تشارك فيه جميع الأطراف المعنية من شأنه أن يقلّل من مظاهر العنف على المرأة". 
 
كما دعت  محدثتنا وزارة التربية إلى مراجعة المناهج التربوية  وإدراج برامج توعوية وتثقفية من شأنها أن تنشر ثقافة جديدة تؤمن بحقوق المرأة، بين الأجيال القادمة.
 
ومنذ العام 2018،  أنشأت وزارة الداخلية التونسية 130 فرقة متخصة في مجال مكافحة العنف ضد المرأة  وتم  تكليف فرقة من الأمن المدربين لمعالجة هذه القضايا من بينهم نساء، بالتحقيق في حالات العنف الأسري وتنفيذ الأوامر القضائية لإبعاد الخطر عن النساء ضحايا العنف الزوجي.
 
رغم  ضعف الامكانيات المادية الإمكانيات المادية للوحدات الأمنية المختصة في متابعة قضايا العنف ضد النساء الا أنها حققت عديد النتائج الابجابية في متابعة هذا النوع من القضايا.

رغم المجهودات ..نقص واضح في مراكز ايواء المعنّفات
 
ويبقي الاشكال المطروح  في وجود عدة مشاكل في حماية المعنفات وإبعادهن عن المعتدين خاصة مع وجود نقص واضح في مراكز ايواء النساء المعنّفات وهو ما أكّدته وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن آمال بالحاج موسى .
وكانت الوزيرة قد أعلنت منذ ديسمبر المنقضي عن فتح مركز رابع لايواء النساء ضحايا العنف والأطفال بعين دراهم من ولاية جندوبة خلال شهر فيفري الماضي.
 
وذكرت خلال ندوة انتظمت بتونس بعنوان "قراءة اجتماعية في بيانات الخط الاخضر والنتائج الاولية لدراسة محددات العنف الزوجي" بأن ه سينضاف الى المراكز الثلاثة الاخرى، معتبرة ان عدد المراكز التي تعنى بالنساء المعنفات يبقى رغم ذلك "غير كاف ومحدود".
 
ولفتت الى أنه من المبرمج ان تشهد سنة 2022 تركيز 5 أو 6 مراكز أخرى سيتم احداثها حسب الولايات والمناطق التي تشهد انتشارا واسعا لمنسوب العنف ضد المرأة.وب العنف ضد المرأة.
 
أرقام مفزعة..
 
وكشف التقرير السنوي للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية  حول العنف لسنة 2021 إلى ان الفضاء العائلي، يحتل بعد الشارع (38.5 بالمائة) ، صدارة الفضاءات التي يستشري فيها العنف وذلك بنسبة 27.7 بالمائة خلال شهر فيفري 2022.
 
ويعدّ العنف الأسري من أكثر أنواع العنف انتشارا وغالبا ما تكون ضحيته المرأة والأطفال أو أحدهما، الذي قد يصل الى حد ارتكاب الجرائم، وفق التقرير الذي أشار إلى  أن نسبة العنف الاجرامي بلغت في شهر فيفري 2022 ، 70.8 بالمائة حيث يليه مباشرة العنف المؤسساتي بنسبة 23.1 بالمائة.
 
 
 
24 مارس 2022 13:45

المزيد

التعادل في رادس وسوسة يؤجل حسم مصير البطولة

 تعادل النجم الرياضي الساحلي مع ضيفه الترجي الرياضي التونسي (0-0)، السبت 10 جوان 2023، في المباراة التي جمعتهما لحساب الجولة 11 من مرحلة التتويج للرابطة ...

10 جوان 2023 19:33

أزمة التعليم الأساسي وملف المعلمون النواب الى أين؟ .. متى ومن سيحسم الجدل؟

راهنت تونس منذ فجر الاستقلال الى اليوم على قطاع التعليم والاستثمار فيه وتم اعتباره قاطرة التنمية بفضله تم بناء مؤسسات الدولة وتحقيق العديد من الأهداف  وعلى الرغم ...

10 نوفمبر 2022 11:13

تونس تواجه موجة اضرابات متصاعدة... انتقادات لسياسة حكومة بودن واتهامات بخلق أزمة

بعد توصل الطرف الحكومي ممثل في وزارة الصناعة والطاقة والمناجم والطرف الاجتماعي الممثل في الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية الى اتفاق ينهي ...

24 مارس 2022 12:52

بعد لقاء اذابة الجليد... الطبوبي يحذّر وسعيّد يلمّح لحوار وطني

 "لا تنائي ولاجفاء" ..بهذه الكلمات استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد الأمين العام للاتحاد العام التونسي نور الدين الطبوبي في آخر لقاء جمعهما  خلال جانفي المنقضي ...

23 مارس 2022 14:27

حانت ساعة الصفر... مافيا الاحتكار تقتات من وجع الشعب وقيس سعيّد يعلن الحرب

  "جوعونا سيّد الرئيس".."لا روز..لازيت..لافارينة ولاسكر" هذا ما ردده المواطنون اثر لقائهم برئيس الجمهورية قيس سعيّد الذي أدى زيارة فجئية الأسبوع المنقضي لاحدى ...

23 مارس 2022 12:06