قال نضال السبع المحلل السياسي اللبناني، إن "العدوان الثلاثي" الذي نفذته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سوريا، سيدفع موسكو لفتح خزائنها التسليحية إلى الجيش العربي السوري من حيث النوع والكم ، كما ان الضربة العسكرية الغربية خلطت الاوراق في الشرق الاوسط ، فلم يعد ممكنا الحديث عن مسارات جنيف واستانا في ظل التوتر الروسي الامريكي ، والروسي التركي بعد تصريحات رجب طيب اردوغان المؤيدة للضربات العسكرية.
وأضاف السبع، في اتصال مع "آخر خبر أونلاين"، اليوم الاثنين 16أفريل، أن "الضربة العسكرية التي وجهتها الدول الثلاث لقواعد الجيش العربي السوري أدخلت مسار جنيف في حالة موت سريري ، باعتبار ان "جنيف" نتيجة توافق أمريكي- روسي ، وان قيام الولايات المتحدة بهذا العدوان على سوريا مؤشر واضح على ان العلاقة بين واشنطون موسكو تمر بمرحلة خطيرة جدا ومتوترة.
مشيرا الى ان الولايات المتحدة وحلفائها تريد من موسكو ان تسلم مفاتيح دمشق في جنيف للمعارضة السورية ، بعد هزيمة هذه الاخيرة في حلب والغوطة الشرقية ، وهذا ما لن يحصل مطلقا.
مؤكدا على أن الاستراتيجية الامريكية في سوريا اعتمدت على خطين، الأول دعم مالي وعسكري للمعارضة السورية من اجل اسقاط النظام والعاصمة دمشق ، الثاني اعتماد مسار جنيف في حال فشل المعارضة السورية عسكريا على الارض ، من اجل ان تقبض سياسيا في جنيف ما عجزت عن تحقيقه على الأرض.
ولفت السبع إلى أن "موسكو تشعر بخيبة امل من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، المؤيدة للضربة الامريكية ، مشيرا الى ان الرئيس التركي يسعى الى ارضاء الولايات المتحدة من اجل ان تعطيه دورا في الشمال السوري ، مع ان التجربة التركية مع الولايات المتحدة على مدى سبع سنوات من الحرب السورية تثبت ان المشروع الامريكي هو دعم الكيان الكردي الانفصالي في الشمال السوري الذي يبدأ بتقسيم سوريا ولا ينتهى عند حدود تركيا ، خاصة ان هذا المشروع يحظى بدعم اسرائيلي واضح.
مشيرا أن الضربات الامريكية ادخلت العلاقة الروسية التركية في أزمة جديدة بفعل تصريحات الرئيس التركي المؤيدة للضربة الامريكية على سوريا ، بحيث اصبح التفاهم في استانا شبه مستحيل ، خاصة أن الرئيس فلاديمير بوتين تغاضى عن الكثير من المحطات التركية والتي كانت كفيلة بتوتير العلاقة بين الطرفين ، منها اسقاط الطائرة الروسية ، واغتيال السفير الروسي في انقرة في محاولة من موسكو لبناء علاقة جيدة مع انقرة وتخليص الاخيرة من شباك واشنطون.
من هنا علينا أن لا نتوقع استمرار مسار استانا بعد انحياز رجب طيب اردوغان الى معسكر الولايات المتحدة، مع ما يعنيه ذلك من سحب الغطاء الروسي للوجود العسكري التركي فى الشمال السوري.
وبحسب السبع، فإن موسكو تعاملت مع الضربات الامريكية على سوريا بحكمة كبيرة ، فالاخيرة تدرك ان أي اشتباك امريكي-روسي هو بمثابة اندلاع "حرب نووية وعالمية" ، وهذا ما لا تريده موسكو أبدا ، ولكن في نفس الوقت هذه الضربة الامريكية ستدفع موسكو لفتح خزائنها التسليحية لدمشق ، ولا يمكن لموسكو ان تترك حليفها السوري مكشوفا امام الغربيين.
وتابع السبع حديثه قائلا إن اداء جنود وضباط الجيش العربي السوري كان مميزا ، خلال العدوان الثلاثي على سوريا، مشيرا الى ان الضباط السوريين كانوا على منصاتهم يتصدون لصواريخ العدوان فى شجاعة قل نظيرها، برغم عدم تكافؤ السلاح بين الطرفين، أضف إلى ذلك حالة التعاطف السورية والعربية مع الجيش العربي السوري ، وارتفاع اسهم وشعبية الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان في غرفة العمليات، يقود ضباطه ويصدر التعليمات من غرفة القيادة.
من الواضح أن الضربة الأمريكية أدخلت المنطقة في مرحلة جديدة عنوانها "موت العملية السياسية في جنيف واستانا وعودة رجب طيب اردوغان الى مرحلة السنوات السبعة من التّيه الامريكي" ، ورفع موسكو لمنسوب التسليح لسوريا مع احتمال كبير لتسليمها اس 300 ، وانخراط اوسع وكبير لإيران في الحرب السورية، وخاصة في الجولان السوري المحتل ، يبدو أننا في "مرحلة ما قبل انفجار البركان".