جولة وليّ العهد السعودي إلى مصر وبريطانيا والولايات المتحدة .. مختص في شؤون الشّرق الأوسط و الخليج يتحدث لـ"آخر خبر أونلاين" عن أهداف الجولة

اعتبر المحلل السياسي العراقي المختص في قضايا الشرق الأوسط والخليج  صالح السيد باقر، إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى مصر وبريطانيا والولايات المتحدة  تأتي في إطار الترويج لمشروع (رؤية 2030) الذي أعلنه الأمير محمد بن سلمان تزامنا مع تسلمه لمنصب ولاية العهد، ولكن في نفس الوقت الجولة ليست في منأى عن الأوضاع التي تشهدها المنطقة.

واعتبر المحلل السياسي، في حديث مع "آخر خبر أونلاين" اليوم الإثنين 12 مارس، أنه وفقا لما أعلنه الأمير محمد بن سلمان المشروع طموح للغاية ويرتكز بشكل اساسي على تطوير المملكة والسعي لتغييرها في كافة المجالات.

ولعل الانفتاح النسبي الذي شهدته المملكة في الآونة الأخيرة على الصعيد الاجتماعي، كالسماح للمرأة بقيادة السيارة والسماح لها بدخول الملاعب ومنح الحرية النسبية للمجال الفني والثقافي، بوادر للتغيير الذي يروج له الأمير محمد.

وبما أن مصر أكبر دولة عربية فإن زيارتها تدخل في اطار تحشيد العالم العربي لتشجيع المشروع الطموح، ولا تخرج زيارة المملكة المتحدة والولايات المتحدة عن ذات الهدف، لكن في الاطار الغربي.

واعتبر صالح السيد  أن (رؤية 2030) تواجه العديد من التحديات، وتنقسم هذه التحديات الى قسمين: التحديات الداخلية والتحديات الخارجية.

ففيما يتعلق بالتحديات الداخلية، هناك العديد من المشاكل التي ربما يواجهها ولي العهد السعودي في طريق تنفيذه المشروع، ومن بين هذه المشاكل نفوذ وتأثير السلطة الدينية على المجتمع والشارع السعودي، وعلى الرغم من تمرير قرارات الانفتاح بسهولة فلا يمكن ضمان دعم وتأييد السلطة الدينية للأبد، خاصة اذا بدأت المملكة تخطو خطوات جريئة في الانفتاح، فكما هو معروف المجتمع السعودي تقليدي ولا يستجيب بسهولة للانفتاح وربما تأثير علماء الدين والمراكز الدينية عليه أكثر من تأثير الحكومة والسلطة.

ومن بين المشاكل، قضية الأُمراء والمسؤولين الذين تم احتجازهم و إرغامهم على تسويات مالية كبيرة وهائلة، فهؤلاء ربما يلتزمون الصمت في الوقت الراهن لتمر العاصفة بأمان، لكن من المستبعد أن يمرروا ما جرى عليهم دون ردود فعل في المستقبل.

من المفترض أن تلمس بعض الطوائف الدينية تغييرا لدى تنفيذ (رؤية 2030)، ويأتي الشيعة والاسماعيلية في المملكة في مقدمة هذه الطوائف، فطالما عبرت الوجوه البارزة في هذه الطوائف عن استيائها من نفوذ السلفيين والتكفيريين في المملكة.

ومن بين  التحديات الخارجية اعتبر صالح السيد  أن الحرب على اليمن تأتي في مقدمتها، ومع عدم وضوح أفق الحل السعودي لهذه المشكلة فإنها مؤهلة للإمتداد على أكثر من صعيد، خاصة مع اصرار الرياض على ضرورة إلقاء الحوثيين أسلحتهم وتخليهم عن المراكز السياسية والعسكرية، فلا يبدو على المدى القصير أن الحوثيين سيتخلون عن أسلحتهم ومراكزهم.

و إذا تجاوزت المملكة مشكلة اليمن، سيبقى التحدي المزمن المتمثل في إيران قائما أمامها، و لايبدو أن الرياض قادرة على إرغام طهران على الامتثال لمطالبها والذي تصفه بالتدخل في شؤونها الداخلية، لذلك يستدعي منها ايجاد حل لهذه المشكلة، لأن الاعتماد على الغرب في ممارسة الضغوط على ايران لن يثمر عن نتيجة، بل إن نفوذ وتأثير ايران تزايد واتسع.

وهناك ملفات خارجية أخرى تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على مدى نجاح المملكة في تنفيذ (رؤية 2030)، من بينها استمرار الحصار على قطر، واستمرار ازمة البحرين، واستمرار التوتر والانقسام السياسي في لبنان.

لكن إذا وضعنا كل هذه التحديات الخارجية للمملكة في كفة والقضية الفلسطينية في كفة لرجحت القضية الفلسطينية، اذ يتعين على الرياض حسم موقفها مما سمي بصفقة القرن، ونقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس المحتلة والاستعدادات الجارية للاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ومم لاشك فيه أنه ليس من السهل على المملكة اتخاذ مثل هكذا قرار وذلك لإمكانية وقوع تداعيات خطيرة.