إعتبر الإعلامي التونسي بقنوات "أبو ظبي الرياضية"، كريم الطرهوني اليوم، الجمعة 22 ماي 2020، في تصريح لـ"آخر خبر أونلاين" أن كرة القدم التونسية لن تكون بمعزل عن تداعيات تفشي فيروس كورونا الذي مسّ أعتى البطولات في العالم وإستهدف أبرز فرقها رغم أن الوضع الصحي في تونس سائر تدريجيا نحو السيطرة على الوباء.
وأكد محدثنا أنه كانت هنالك رغبة من الهياكل الرياضية في تونس وعلى رأسها جامعة كرة القدم في إستئناف السباق غير أن الحسم بيد وزارة الصحة التي قال عنها الطرهوني إنها تستوجب التقدير لما بذلته من جهود في محاربة الوباء، غير أنها أبدت جانبا من التسرّع في ممانعة عودة النشاط الرياضي ببلادنا طالما أن المؤشرات الحالية تلوح إيجابية وكان بمقدورها إنتظار موفى شهر ماي لإتاحة الفرصة لعودة النشاط الرياضي في موفى جوان مثلا..
وواصل الزميل الإعلامي ليؤكد أنه لا حلّ للجميع راهنا غير الإنتظار وإعتماد المخطط الثاني الذي إقترحته الجامعة. وقال عنه إنه سيكون مربكا خصوصا من جانب العقود المنتهية ونوايا الانتدابات الجديدة لمختلف الفرق التي كانت قادرة على التصرّف بشكل أفضل بخصوص التعاقدات لو تم إقرار إستئناف النشاط حاليا وعدم إنتظار شهر أوت.
وواصل محدثنا ليشير إلى تداعيات عديدة تشمل أيضا الإستحقاق الرياضي، معتبرا أنه رغم وضوح الصورة في أعلى الترتيب بهروب الترجي عن البقية، فإن ذلك لا يحجب تنافسا قويا لفرق أسفل الترتيب ثم عدم توضّح الصورة بخصوص الفرق التي ستخوض الرهانات الإقليمية والقارية، مستشهدا بالنموذج الفرنسي الذي إختار الإلغاء فخلق حالة من الإرتباك، ولذلك يتمنى الطرهوني إنتفاء كافة عوامل توقف النشاط للسماح بعودته لاحقا وعدم الإضطرار إلى الإلغاء بعد إعلان التأجيل في وقت سابق.
وفي جانب متصل، يرى الإعلامي التونسي أن التداعيات ستشمل أيضا طبيعة العلاقة بين النادي واللاعب فالحالة الذهنية والنفسية للأخير تبدو متردية مع تواصل البطالة الإجبارية منذ ما يفوق الشهرين، وهو ما سينعكس حتى على الإتفاقات بخصوص الرواتب في ظل عدم توفر ضمانات على إلتزام النوادي بها، كما أن اللاعبين قد يرفضون السقف المحدد وهذا ما يعني أن الجائحة خلقت تداعيات عابرة للقارات وليست حكرا على بلد بعينه وقد وضعت الجميع في دوامة تشمل حتى الإعلاميين إزاء مأزق يتّصل بإنعدام المادة المقدّمة صحفيا وتأثيرات تشمل حقوق البث وستنعكس على الفرق على إعتبار أنها مصدر للواردات المالية، وبذلك فإن الضرر سيشمل قطاعات عديدة متداخلة في اللعبة وسيستهدف عشرات الآلاف من موارد الرزق المرتبطة بكرة القدم.
وفي ذات السياق، إستغللنا فرصة محاورة الطرهوني وهو من أكثر الإعلاميين إطلاعا على كواليس الدوريات الأوروبية ومنها البوندسليغا لإستفساره عن النتائج المرتقبة على الخارطة وتداعيات الوباء على موازنات الفرق وأعتى البطولات، فقال إن ماهو ثابت وجود خسائر بآلاف المليارات رغم محاولات التدارك السريعة لدى البعض.
وأكد محدثنا أن بارقة الأمل إنبعثت من الدوري الألماني الذي أثبت تميّز ذلك الشعب، فسرّه الإنضباط والإلتزام بالقوانين، وهو ما أتاح السيطرة سريعا على الكورونا ثم السماح تدريجيا بإستئناف اللعب لتحظى البوندسليغا بنسبة مشاهدة تاريخية فاقت المليار متابع في نهاية الأسبوع الفارط.
وأكد كريم أنه مع وجود بعض الإستثناءات الخارجة عن النص كحالة سالمون كالو محترف هرتا برلين والذي تمت معاقبته لعدم الإلتزام بالبروتوكول الصحي، إلا أن ما تقدمه ألمانيا يعدّ درسا، وفق تقديره، خاصة وأن المعاينة الأولية كشفت عدم وجود تأثر بدني وفني من اللاعبين وهو ما قد يدفع بدول الجوار إلى إستنساخ التجربة في الكالتشيو والليغا والبريمير ليغ بعد تمنّع فرنسي، قال محدثنا إنه خلق مشاكل بلا عدد وإنتقادات للقرار المشترك سياسيا وفرنسيا بإيقاف الليغ 1 ومنها إحتجاج جون ميشال أولاس، رئيس أولمبيك ليون واللجوء من طرفه للقضاء بعد إعتباره أن الإلغاء ضرب حظوظ ناديه في مشاركة أوروبية علاوة على معارضة نادي أميان للقرار الذي أدى إلى نزوله إلى درجة أسفل.
وخلص كريم الطرهوني إلى الإشارة إلى أن الآثار الجانبية ستتواصل رغم كل الجهود لمجابهة التداعيات رياضيا، والدليل، وفق قوله، هو إتجاه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" إلى إقرار دورات تأهيلية أخرى قبل خوض غمار دوري الأبطال واليوروبا ليغ وهو ما يعتبره محدثنا مؤشرا عن لخبطة ستشمل الروزنامة أوروبيا وحتى عالميا لموسمين على الأقل في ظل حالة الإرتباك الحاصلة في برمجة الأحداث والمسابقات الرياضية بناء على تطور الوضع الصحي في مختلف أرجاء العالم.
