مساع تونسية لدعم التعاون مع المملكة المتحدة غداة مشاركة وفد رسمي رفيع في القمة البريطانية الافريقية للاستثمار

اختتمت مساء يوم أمس الاثنين فعاليات القمة البريطانية الافريقية للاستثمار 2020، التي استضافتها العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة الاتحاد الإفريقي، و بحضور رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون و جمعت بين مجموعة من ممثلي الأعمال في المملكة المتحدة وإفريقيا، و قادة سياسيين و وفود إفريقية، و عدد من رؤساء المؤسسات الدولية، ورجال الأعمال و نخبة من باعثي المشاريع من الشباب. كما كانت لتونس مشاركة رسمية بوفد دبلوماسي رفيع المستوى.

 

والقت القمة الضوء على اهمية الشراكة بين المملكة المتحدة و بلدان القارة الإفريقية سيما في محوري المبادلات و الاستثمار و كذلك من حيث فرص العمل الجيدة والنمو والاستدامة، و تم الإعلان في ختام القمة عن صفقات استثمارية جديدة بين دول افريقية والمملكة المتحدة في قطاعات استراتيجية، من بينها الصحة والتعليم والطاقة و الصناعة.

 

وترأس كاتب الدّولة للشّؤون الخارجيّة المكلّف بتسيير وزارة الشّؤون الخارجيّة صبري باش طبجي الوفد التونسي المشارك في أشغال القمّة الأولى للٳستثمار في إفريقيا. وأجرى كاتب الدولة على هامش مشاركته في هذه القمة سلسلة من اللقاءات جمعته بعدد من المسؤولين البريطانيين والأفارقة عن القطاعين العام والخاص، ومنهم بالخصوص وزير الدولة المكلف بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الاوسط  "مورين اندريو" والنائب الأول للبنك الأوروبي الإعادة الاعمار "جورغن ريجتيرينغ" ووزير الاستثمار البريطاني "غراهام شتيوارت".

 

هذا و تسعى الحكومة التونسية منذ مدة لدعم العلاقات التونسية البريطانية و توطيد سبل الارتقاء بها في جميع المجالات و ذلك في سياق النّقلة النوعية التي تعرفتها العلاقات بين تونس و المملكة المتّحدة خلال السنوات الأخيرة خصوصا على المستوى الاقتصادي. و تسعى سلط الاشراف إلى رفع حجم الاستثمارات البريطانية في تونس و الاستفادة من الحوافز و التشجيعات التي توفرها مجلة الاستثمار الجديدة لفائدة المستثمرين الأجانب، و إلى تنفيذ التعهدات البريطانية المعلنة خلال مؤتمر دعم الاقتصاد و الاستثمار تونس 2020.

 

و في هذا الاطار اوضحت على هامش مشاركتها في القمة القمة البريطانية الافريقية للاستثمار 2020 سفيرة بريطانيا بتونس "لويز دي سوزا" ان تونس و بريطانيا تعملان على مزيد تعزيز التعاون الثنائي في المجالين التجاري والتنموي داعية المستثمرين البريطانيين الى الانتصاب في البلاد مؤكدة ان بلادها تتابع عن كثب انجاز عدة مشاريع في تونس و ذلك بالخصوص في قطاعي الطاقة و مجابهة التصحر و التغيرات المناخية.

 

يذكر ان تونس كانت قد ابرمت بداية اكتوبر المنقضي اتفاقية مع المملكة المتحدة، بلندن، تضمن "استمرارية العلاقات السياسية والتجارية" بين الطرفين إثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "البريكست". وتؤكد هذه الاتفاقية تواصل التبادل التجاري بين بريطانيا وتونس بعد "البريكست". كما توفر عدة مزايا تجارية على غرار تجارة المنتوجات الصناعية دون توظيف معاليم الديوانية، إلى جانب تحرير تبادل المنتوجات الفلاحية والمواد الغذائية ومنتوجات الصيد البحري. 

 

كما انه من المنتظر ان تمكن هذه من تعزيز العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة وتونس، والتي بلغ حجمها 378 مليون جنيه استرليني (1430 مليون دينار) سنة 2018، أي بزيادة قدرها 3 بالمائة مقارنة بسنة 2017.

 

كما تهدف إلى تعميق التعاون البريطاني التونسي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.