غدا في رادس: هل يمحو "كلاسيكو" الإياب قتامة مشهد الذّهاب ؟

 تتجه الأنظار، غدا الخميس 15 فيفري 2018، إلى الملعب الأولمبي برادس أين تقام مباراة مؤجلة لحساب الجولة 18 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم عنوانها "الكلاسيكو" بين الترجي الرياضي التونسي متصدر الترتيب ووصيفه النجم الرياضي الساحلي.

 

جولة الذهاب بين قطبي كرة القدم التونسية حسمها التعادل السلبي وطغى عليها التوتر على الميدان وفي المدرجات، فغابت الفرجة المعتادة في مقابلات الكلاسيكو وحضر تبادل العنف بين اللاعبين والمواجهات بين الأمن والجماهير في المدرجات، وندّدت سلطة الإشراف بمظاهر العنف ووجهت إنذارا شديد اللهجة لكل من تسبب في تلك الأحداث.

 

"كلاسيكو" سوسة جرّ "فوجا" من لاعبي ومسؤولي الفريقين إلى مكتب الرابطة التي سلطت جملة من العقوبات تسببت في حرمان كلا الطرفين من خدمات لاعبين بارزين في الجولات التي تلت "معركة سوسة"، وهو ما انعكس سلبا على نتائجهما في البطولة.

 

ويأمل عشاق الفريقين أن يتمّ طيّ صفحة الذهاب، ويقدم لاعبو الفريقين طبقا كرويّا في الإياب يرتقي إلى مستوى الحدث ويمحو سيناريو مباراة التعادل السلبي التي كانت سلبيّة بجميع المقاييس، ولو أن مواجهات الغريمين لا تحتفظ سوى بالنّدية والشراسة التي تزيد عن الحدّ غالبا لتصبح المقابلة أشبه بالحرب، لا يقبل طرفاها الهزيمة، فإما الانتصار أو الانتصار وهذا غير ممكن في كرة القدم.

 

المواجهة المرتقبة غدا في رادس تختلف نسبيّا عن تلك التي سبقتها في سوسة، حيث هبّت رياح التغيير على كلا الفريقين مؤخرا فجاءت بالجزائري خير الدين مضوي على رأس الإطار الفني للنجم الساحلي ثمّ أعادت ابن الدار خالد بن يحيى إلى مكانه الطبيعي ليخلف منذر الكبير الذي سبقه في مرحلة أولى لتعويض فوزي البنزرتي.

 

البنزرتي وعلي بومنيجل كانا شاهدين على مواجهة الذهاب واقتسما نقاطها، وغدا سيلتقي خالد بن يحيى وخير الدين مضوي للمرة الأولى خلال مشوارهما في عالم التدريب ما يعني أن المباراة ستكون مفتوحة على جميع التكهنات، فكلاهما لا يعرف عن الآخر الكثير ليبقى صراع الأقدام داخل الملعب الفيصل الوحيد في تحديد هوية الفائز.

 

عموما، فارق النقاط الثمانية بين الترجي والنجم لن يغيّر شيئا في طبيعة مقابلات الغريمين والثابت أن نقاط المقابلة ستكون محل نزاع كبير، فالترجي لن يرضى بنتيجة سلبية بعد الانسحاب من الكأس خاصة، كما لا يمكنه خوض الدربي بعد 3 أيام من الكلاسيكو بمعنويات مهزوزة لا سيما أنه من يحلّ ضيفا على جاره يوم الأحد المقبل، ولا النجم سيقبل بعثرة لن تقصيه من سباق المراهنة على البطولة فحسب، وإنما ستفرض عليه اقتسام مركز الوصافة مع الإفريقي والسي آس آس.

 

كلاسيكو رادس، مهما كانت نتيجته النهائية، لا يجب أن يشبه في شيء مباراة الذهاب حتى لا تتعكر الأجواء مجددا، وهو ما يجعل المسؤولية ثقيلة على قاضي المباراة كريم الخميري الذي يملك خبرة إدارة المقابلات الكبرى...