إرهاب الملاعب...مصطلح دولي وظاهرة دمويّة تغزو المشهد الرياضي

  تابع الشارع التونسي أمس الأحد بكل أسف وحسرة أحداث العنف التي شهدها الملعب الأولمبي برادس على هامش دربي العاصمة بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي التونسي، وندّد الجميع بالمشاهد المأساوية التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والصورة المخجلة لواقع الرياضة في تونس.

 

وبالرغم من قتامة الصورة التي ظهر عليها دربي الأجوار وإجماع المتابعين على أن ما حدث يشكل طعنة جديدة للميثاق الرياضي، إلا أن البعض حاول أن يبث سموم التفرقة بين أبناء الشعب الواحد من خلال تصنيف ضحايا عنف المدرجات إلى صنفين: أمني ومحبّ.

 

هذه الفئة التي فرّقت بين رجل الأمن والمحبّ في المدارج لم تقف عند هذا التقسيم فحسب، بل واصلت لتعلّق على تصريح وزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني وتصفه بغير المسؤول على اعتبار أنها اختارت مصطلح "إرهاب الملاعب" ليكون الصفة الأنسب لما حدث في مباراة يوم الأحد، وذهب هؤلاء إلى حدّ اتهام الوزيرة بنعتها جماهير النادي الإفريقي بـ "الإرهابيين"، والحال أنها قيّمت الوضع وليس الأشخاص.

 

ويبدو هذا المصطلح الذي بدا غريبا للبعض، الأكثر تداولا خلال السنوات الأخيرة في الملاعب العربية خصوصا، حيث تطرقت عدة وسائل إعلام إلى هذه الظاهرة الدموية التي غزت المشهد الرياضي وشوّهته، حيث أسهبت الصحف المغربية في الحديث عن هذا "الغول" واعتبرته شكلا آخر للإرهاب، فيما فسّرت الصحف المصرية الظاهرة بأنها نتاج لزيادة التعصب الرياضي عن اللزوم مما يؤدي إلى تلاشي المعنى الحقيقي للرياضة ونشأة ظاهرة الصراع الرياضي الدموي.

 

والإرهاب الرياضي، أو إرهاب الملاعب هو توصيف في محلّه لما حدث أمس في دربي العاصمة، حيث سالت الدماء في المدرجات، واختلط دم الأمني بالمناصر والحال أن كليهما هو ابن هذا الوطن، وكلّ منهما يؤدي واجبه في الأطر القانونية والحدود المسموح بها، وما حصل أمس في ملعب رادس هو فعلا إرهاب..بطعم آخر...